وافق مجلس النواب الأميركي، الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، على اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة من خلال التصويت على حزمة تمويل مؤقتة لاستئناف المساعدات الغذائية المعطلة، ودفع أجور مئات الآلاف من العاملين في الحكومة الفيدرالية، وتشغيل نظام مراقبة الحركة الجوية المتوقف.
وصوت لصالح الاتفاق 222 نائباً، مقابل 209 أصوات عارضته، بعد أن صوت 6 ديمقراطيين بـ”نعم”، ومن شأن ذلك تمديد التمويل حتى 30 يناير، مما يجعل ديون الحكومة الفيدرالية، البالغة 38 تريليون دولار، تزيد حوالي 1.8 تريليون دولار سنوياً.
ومنح مجلس النواب الأميركي الموافقة النهائية على مشروع قانون قصير الأجل لإعادة فتح الحكومة بعد 43 يوماً من الإغلاق الحكومي.
وبعد أن وافق مجلس النواب على حزمة التمويل، يتعين أن يوقع عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتصبح قانوناً.
وقال البيت الأبيض إن ترمب سيوقع على مشروع قانون التمويل الحكومي أمام الكاميرا من المكتب البيضاوي في الساعة 9:45 مساء بالتوقيت الشرقي.
ديمقراطيون صوتوا بـ”نعم”
وصوت النواب الديمقراطيون جاريد جولدن وآدم جراي وماري جلوسينكامب بيريز ودون ديفيس وهنري كويلار وتوم سوزي لصالح مشروع قانون التمويل الحكومي، مخالفين بذلك بقية زملائهم من أعضاء الحزب الديمقراطي.
ويمثل النواب الستة الدوائر المتأرجحة.
وكان جولدن، الذي لن يترشح لإعادة انتخابه العام المقبل، هو الديمقراطي الوحيد الذي دعم حزمة تمويل حكومية مدعومة من الحزب الجمهوري في سبتمبر.
في المقابل، صوت نائبان من الجمهوريين بـ”لا” على اتفاق إنهاء الإغلاق الحكومي، وهما النائبان توماس ماسي وجريج ستيوب.
وتحتوي حزمة التمويل أيضاً على ثلاثة مشاريع قوانين بشأن توفير اعتمادات لسنة كاملة لتمويل الإنشاءات العسكرية والبرامج الزراعية، التي تتضمن المساعدات الغذائية المقدمة لمحدودي الدخل، وعمليات السلطة التشريعية.
ويتمتع الجمهوريون حالياً بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب بواقع 219 مقابل 213 مقعداً.
وحافظ تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمشروع القانون على تماسك حزبه أمام المعارضة الشديدة من الديمقراطيين في مجلس النواب، الذين يشعرون بالغضب من عدم التوصل إلى اتفاق لتمديد إعانات التأمين الصحي الفيدرالية، رغم طول فترة الأزمة التي تسبب فيها زملاؤهم في مجلس الشيوخ.
وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون قال للصحافيين قبل التصويت في مجلس النواب: “ندائي العاجل لكل زملائي في مجلس النواب، وهذا يعني كل ديمقراطي في المجلس، عليكم القيام بالشيء الصحيح في النهاية”.
وأبقى جونسون المجلس معلقاً لمدة شهرين تقريباً كوسيلة للضغط في مفاوضات الإغلاق الحكومي.
معارضة الديمقراطيين
وكان الديمقراطيون في المجلس يعارضون بشدة الاتفاق الذي جاء بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات رئيسية بنيوجيرزي وفيرجينيا ونيويورك قبل أقل من أسبوع، والتي اعتقد كثيرون أنها “عززت من احتمالات نجاحهم في تمديد إعانات التأمين الصحي”.
ورغم أن الاتفاق ينص على إجراء تصويت على هذه الإعانات في مجلس الشيوخ خلال ديسمبر، لم يعد جونسون بالقيام بذلك في مجلس النواب.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الأربعاء، “يعتقد دونالد ترمب والجمهوريون أن أزمة القدرة على تحمل التكاليف في أميركا مختلقة، وبالتالي لم يفعل هؤلاء المتطرفون أي شيء لخفض تكاليف المعيشة المرتفعة، أنتم تستحقون أفضل من ذلك”.
المصدر : الشرق
