قالت وكالة الطاقة الدولية إن توقعاتها لإنتاج النفط الروسي تواجه “مخاطر كبيرة للانخفاض” نتيجة العقوبات الأميركية، لكنها امتنعت عن تقدير حجم التأثير حتى تتضح المزيد من تفاصيل تطبيق هذه العقوبات.
فرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي أشدّ عقوباتها على الإطلاق ضد قطاع الطاقة ضد موسكو، وشملت إدراج شركتي “روسنفت” المملوكة للدولة و”لوك أويل” المملوكة للقطاع الخاص، وهما أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا، في قائمة سوداء.
وتهدف هذه القيود إلى تقليص عائدات الصادرات التي يحصل عليها الكرملين، ودفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: واشنطن تعاقب قطاع النفط الروسي مستهدفة “روسنفت” و”لوك أويل”
أثر محتمل للعقوبات على الأسواق العالمية
قالت الوكالة في تقريرها الشهري لسوق النفط يوم الخميس إن هذه الخطوة “قد يكون لها الأثر الأكثر شمولاً على أسواق النفط العالمية حتى الآن”.
وأضافت: “في حين تظل تدفقات النفط الخام من روسيا مستقرة إلى حد كبير في الوقت الحالي، فإن تفكيك سلاسل القيمة العالمية لشركتي روسنفت ولوك أويل يشكل مخاطر تتجاوز حدود روسيا بكثير”.
حتى الآن، حافظت الوكالة ومقرها باريس على تقديراتها بأن تنتج روسيا في المتوسط 9.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام خلال الربع الجاري والعام المقبل. قالت إنها ستحتفظ بهذا التوقع “حتى تتضح المزيد من التفاصيل حول التنفيذ والخيارات البديلة المحتملة”.
قالت السلطات الروسية، بما في ذلك بوتين نفسه، إن العقوبات الجديدة سيكون لها تأثير طفيف فقط على اقتصاد البلاد وتجارة النفط، إذ ستتكيف روسيا بسرعة مع القيود.
اقرأ أيضاً: العقوبات الأميركية الأخيرة ضد النفط الروسي: ما الجديد؟
روسيا تتكيف سريعاً مع العقوبات
بالفعل، أظهرت روسيا “قدرتها على تشكيل شركات شحن نفطية جديدة بسرعة وتحريك كميات أكبر عبر أسطولها الخاضع للعقوبات”، وفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة.
في الشهر الماضي، صدّرت ثلاث شركات جديدة تعمل منذ مايو ولم تُدرج على أي قائمة عقوبات نحو مليون برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات الروسية، وفق التقرير.
ونظراً لهذه المرونة، ستتوقف إمدادات النفط الروسية إلى السوق العالمية على “قرارات تطبيق العقوبات ومصادر الشراء من قبل المشترين الرئيسيين”، وفقاً للتقرير.
استمرار الصادرات الروسية رغم المخاطر
قالت الوكالة إن صادرات النفط الروسية تواصل “تدفقها إلى حد كبير دون انقطاع”، رغم زيادة الكميات التي يتم شحنها على متن السفن بينما يقوم المشترون الرئيسيون بتقييم المخاطر المحتملة.
القيود الأمريكية الأخيرة “تبدو أشدّ تأثيراً” من الجولات السابقة”، كما يتضح من تراجع الإمدادات الروسية إلى الهند، وفقاً للتقرير.
في أكتوبر، صدّرت روسيا ما مجموعه 7.4 مليون برميل يومياً من النفط الخام ومنتجات البترول، أي أقل قليلاً من مستواها قبل شهر، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة.
أدى انخفاض أسعار النفط الروسي إلى تراجع إجمالي إيرادات البلاد من صادرات النفط إلى 13.1 مليار دولار، وهو أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر، بحسب التقرير.
توقعات ضرائب النفط والغاز في روسيا خلال 2025
تُشكل الأسعار المنخفضة للنفط الروسي مشكلة كبيرة للكرملين، الذي يعتمد على ضرائب النفط والغاز في تحصيل حوالي ربع إجمالي إيراداته. وتتوقع الحكومة في موسكو أن تكون إيرادات الضرائب من قطاع النفط والغاز في 2025 هي الأدنى منذ جائحة كورونا.
مع إظهار بوتين عدم نيته تقليص الإنفاق العسكري، من المتوقع أن يسجل عجز ميزانية روسيا مستوى قياسياً يصل إلى 5.7 تريليون روبل (70.3 مليار دولار)، أي نحو 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
المصدر : الشرق بلومبرج
