يمثل القطاع الخاص ركيزة توطيد العلاقات الاستثمارية بين السعودية والهند، ومن أجل ذلك حرص اتحاد الغرف السعودية على إرسال وفد ضم 50 شركة كبرى في قطاعات مختلفة، كما عقد لقاءات ومحادثات مع القطاع الخاص الهندي بالتزامن مع الزيارة التي يجريها وزير الاستثمار خالد الفالح لنيودلهي.
وليد بن حمد العرينان، أمين عام اتحاد الغرف السعودية، قال خلال مقابلة مع “الشرق” إن اتحاد الغرف حرص على تسيير طائرة خاصة تضم هذا العدد الكبير من ممثلي الشركات السعودية لأهمية الهند. مشيراً إلى أن الهدف دعم الشركات السعودية للاستثمار الخارجي، وكذلك استقطاب استثمارات هندية نوعية إلى المملكة.
التقى وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، أمس الأربعاء، وزيرة المالية والشؤون المؤسسية الهندية نيرمالا سيترامان في نيودلهي لبحث معاهدة الاستثمار الثنائي بين السعودية والهند، وسعيا إلى إبرامها في وقت مبكر لإطلاق العنان للاستثمار الأجنبي المباشر بين البلدين وتعميق التعاون المتبادل بشكل أكبر، وفق ما أوردته وزارة المالية الهندية في منشور على موقع “إكس”.
اقرأ المزيد: السعودية والهند تبحثان تسريع إتمام اتفاقية الاستثمار الثنائي
مجالات خصبة للتعاون
العرينان شرح أهمية الهند بكونها سوقاً كبيرة واقتصاداً ضخماً ومركزاً عالمياً غنياً بالخبرات والمؤهلات، كما أنها تتمتع ببنية تحتية متطورة، خاصة البنية الرقمية، مؤكداً أن لدى البلدين ميزات نسبية ومجالات خصبة للتعاون.
تُعدّ السعودية والهند بالفعل من أكبر خمسة شركاء تجاريين لبعضهما البعض، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 43 مليار دولار خلال عامي 2023 و2024. وقفزت قيمة صافي الاستثمارات الهندية المباشرة في السعودية من 47 مليون دولار في 2020 إلى أكثر من 524 مليوناً في 2023، بحسب بيانات وزارة الاستثمار السعودية.
ذكر العرينان أن المناقشات مع الجانب الهندي تناولت 6 قطاعات: الطاقة والبنية التحتية وتقنية المعلومات والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والصناعات ومنها الصناعات الدوائية.
التركيز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
كشف العرينان عن أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة حازت على النصيب الأكبر من المحادثات، وقال إن اللقاءات حضرتها شركات سعودية كبرى تعمل في هذا المجال وتهدف إلى تعزيز استثماراتها، إضافة إلى شركات ناشئة بهدف عقد شراكات مع كيانات هندية، مضيفاً أن اتحاد الغرف وجّه دعوة للشركات الهندية لزيارة المملكة.
وبخصوص المحفزات التي تقدمها السعودية لجذب الاستثمارات الهندية، اعتبر أمين عام اتحاد الغرف أن البيئة الاستثمارية في السعودية تُعدّ من الأكثر جاذبية وتنافسية على مستوى العالم مدعومة بـ”رؤية 2030″ والاستراتيجية الوطنية للاستثمار والتي تحتوي على العديد من المحفزات مثل الإعفاءات من الرسوم في بعض القطاعات، ومحفزات نقل المقرات الإقليمية إلى المملكة، ونسبة ملكية الأجانب التي تصل في بعض القطاعات المهمة إلى 100%. وتابع لمسنا اهتماماً كبيراً من المعنيين في الحكومة الهندية ومن القطاع الخاص بالاستثمار في السعودية، وأن موضوع المحفزات كان محور نقاش كبير.
وفي جانب المستثمرين السعوديين، قال العرينان إن الشركات السعودية أبدت اهتماماً بالاستثمار في الهند، لكنها تريد معرفة المميزات الاستثمارية، و”هي محور نقاش مع الجانب الهندي”.
المصدر : الشرق بلومبرج
