«سر الفريج الأزرق».. بساطة الحكاية الشعبية

«سر الفريج الأزرق».. بساطة الحكاية الشعبية

يستعد مسرح دبي الوطني، بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، لعرض مسرحية الأطفال «سرّ الفريج الأزرق» من تأليف عبدالله المهيري وإخراج حمد الحمادي، وذلك مساء الأربعاء 19 نوفمبر الجاري، على خشبة مسرح دبي الوطني، في أمسية مفتوحة ومجانية للعائلات والأطفال، ضمن مبادرات المسرح الرامية إلى جعل الثقافة جزءاً من الحياة اليومية للأسرة الإماراتية.
تُعدّ مسرحية سرّ الفريج الأزرق عملاً فنياً موجّهاً للأطفال والعائلة، يستلهم أجواءه من الفرجان الإماراتية القديمة التي تمتزج فيها البساطة بروح الحكاية الشعبية. تدور أحداث المسرحية في «الفريج الأزرق»، وهو حيّ غامض يكتنفه البحر بألوانه وأصواته، وتعيش فيه مجموعة من الأطفال الذين يكتشفون سرّاً خفياً يغيّر نظرتهم إلى الشجاعة والتعاون والخيال.
ومن خلال مزيجٍ من المشاهد البصرية الغنية، والموسيقى التفاعلية، والحركة المسرحية المفعمة بالألوان، ينقل العمل جمهوره الصغير في رحلة استكشافٍ تتجاوز الترفيه، لتفتح أمامه أسئلة عن الهوية، والإبداع، وقيمة العمل الجماعي. ويقدّم العرض تجربةً تجمع بين الفن والمعرفة، وتحتفي بقدرة الطفل على الحلم والتأمل، ليغدو المسرح مساحةً يعيش فيها الجمهور مغامرةً إنسانية تنسج الخيال على خيوط الواقع.
وأشار مخرج المسرحية حمد الحمادي، إلى حرص فريق العمل على إشراك الطفل في السرد المسرحي ليكون جزءاً فاعلاً من التجربة، لا مجرد متفرج، موضحاً أن المشهد والحوار والحركة في مسرحية «سرّ الفريج الأزرق» صُممت لتشكّل عناصر تفاعلية تُحفّز خيال الطفل وتشجّعه على التفكير والاكتشاف.
وأضاف الحمادي أن العمل يسعى إلى تقديم رسالة تربوية وإنسانية في قالب فني مشوّق يجمع بين المتعة والمعرفة، حيث يتناول موضوعات قريبة من عالم الطفل، ويركّز على قيم التعاون والشجاعة والمحبة والانتماء للمجتمع. وأوضح أن إخراج المسرحية يعتمد على الإبهار البصري وتنوع المشاهد والحركات المسرحية التي تُقدَّم بأسلوب بسيط وسلس يتناسب مع فئة الأطفال ويجذب اهتمام ذويهم أيضاً. مضيفاً أن الممثلين المشاركين في المسرحية هم من المواهب الإماراتية الشابة، الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات بروح مرحة وأداء مفعم بالطاقة، ما يسهم في تعزيز التفاعل الإيجابي والحماسة بين الجمهور الصغير.
من جانبه، أكد مؤلف المسرحية عبدالله المهيري أن «سرّ الفريج الأزرق» لا تُقدَّم بوصفها مجرد حكاية تُروى للأطفال، بل تُشكّل مساحة تفاعلية لاكتشاف الذات من خلال الخيال، مشيراً إلى أن العمل يسعى إلى إعادة تعريف الدهشة باعتبارها بوابة للمعرفة، وأداة تُنمّي لدى الطفل حب الاستكشاف والتأمل في العالم من حوله.
وأضاف المهيري أن النص كُتب بروح تحتفي بالطفولة وقيمها النقية، وبطريقة تُحفّز خيال الطفل وتدعوه للتفكير الإيجابي والإبداعي، مؤكداً أن المسرح يظل وسيلة فعّالة لترسيخ القيم الإنسانية بأسلوب ممتع ومؤثر.

المصدر : صحيفة الخليج