أعلنت الصين، أمس الجمعة، استدعاء سفير اليابان، على خلفية تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، في وقت أكدت طوكيو أن موقفها تجاه الجزيرة لم يتغير، فيما وافقت واشنطن على صفقة عسكرية مع تايوان لأول مرة منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتفاقم الخلاف بعد أن استدعت اليابان سفير الصين في طوكيو احتجاجاً على منشور للقنصل العام الصيني في أوساكا دعا فيه، من دون ذكر اسم تاكايتشي، إلى «قطع رقبتها»، قبل أن يحذف المنشور لاحقاً. واعتبرت طوكيو التصريح «متجاوزاً لحدود اللياقة».
وكانت تاكايتشي قالت الأسبوع الماضي إن هجوماً مسلحاً على تايوان قد يبرر إرسال قوات يابانية لدعم الجزيرة وفق قانون الدفاع الجماعي عن النفس الصادر عام 2015.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها، ولا تستبعد استخدام القوة لضمها.
وفي بكين، أعلن نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ استدعاء السفير الياباني كينجي كاناسوغي وتقديم «احتجاج شديد»، محذراً من أن أي تدخل في قضية توحيد الصين سيواجه «رداً قوياً». وردت طوكيو باستدعاء سفير الصين وو جيانغهاو للاحتجاج على تصريحات القنصل الصيني شيويه جيان، وطلبت وزارة الخارجية اليابانية اتخاذ «تدابير مناسبة» لمنع تدهور العلاقات.
وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا أن موقف بلاده تجاه تايوان «لم يتغير»، وأضاف: «السلام والاستقرار في مضيق تايوان مهمان ليس فقط لأمن اليابان بل لاستقرار المجتمع الدولي».
في السياق، وافقت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، على بيع تايوان تجهيزات ومعدات عسكرية بقيمة 330 مليون دولار، في أول صفقة من نوعها منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية التايوانية. وتشمل الصفقة قطع غيار ودعماً لطائرات من طرازي إف-16 وسي-130، إضافة إلى طائرة مقاتلة محلية الصنع، لتعزيز الجهوزية القتالية والصمود الدفاعي للجزيرة في مواجهة أي تهديد صيني.
وردا على ذلك ، حذرت الصين الولايات المتحدة من تزويد تايوان بالأسلحة، بما في ذلك قطع غيار لمقاتلات «إف-16»، معتبرة الصفقة انتهاكاً لمبدأ «الصين الواحدة» و»خطاً أحمر» للمصالح الوطنية الصينية.
تعتمد تايوان على الدعم العسكري الأمريكي لردع أي هجوم محتمل من الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها وتزيد في الآونة الأخيرة من ضغوطها العسكرية البحرية والجوية في المنطقة، ضمن ما يصفه محللون بعمليات «المنطقة الرمادية». وأكدت الصين رفضها الشديد للصفقة، معتبرة أنها تهدد السلام والاستقرار الإقليميين. وتأتي الصفقة في سياق توترات إقليمية متصاعدة، وفي الداخل التايواني، يعتزم الرئيس لاي تشينغ-تي زيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل.
المصدر : صحيفة الخليج
