«الشارقة للكتاب» يشهد ولادة كتاب إماراتيين جدد

«الشارقة للكتاب» يشهد ولادة كتاب إماراتيين جدد

الشارقة: رضا السميحيين 
البدايات والكتاب الأول لهما قيمة ومكانة خاصة في نفس الكاتب، فهما الخطوة التي يختبر فيها حضوره، ويواجه جمهوره للمرة الأولى، ويضع فيهما خلاصة المحاولات والقراءات والأحلام. لذلك تحول معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى محطة ينتظرها الكتاب الجدد بشغف، باعتبارها لحظة إعلان ميلادهم الأدبي، وعبورهم نحو فضاء أرحب من التجربة والنشر والقرّاء.
في هذه الدورة، برز حضور لافت لجيل إماراتي جديد يخطو بثقة نحو الكتابة الاحترافية، حضور يمنح صاحبه مزيداً من الثقة، ويؤكد أن النص الذي كُتب في لحظات صمت، أصبح اليوم مادة للقراءة والنقاش والمتابعة. 
فمن الرواية إلى القصة، ومن تطوير الذات إلى الكتب الاجتماعية والفكرية، قدم هؤلاء الشباب أعمالاً متنوعة تعكس تطور الحركة الإبداعية في الدولة، وتظهر اتساع الوعي الثقافي لديهم، وحرصهم على التعبير عن بيئاتهم ومشاعرهم ورؤاهم بلغة عصرية وموضوعات قريبة من القارئ.
ويؤكد هؤلاء الكتاب أن لحظات توقيع الكتاب الأول تحمل مزيجاً من الفرح والقلق، والرغبة في تقديم الأفضل، وإحساساً بالمسؤولية تجاه القارئ، فالمشهد هنا يعبر عن علاقة إنسانية بين الكاتب وكتابه، وبين الكاتب وجمهوره، وهو ما يمنح هذه اللحظات قيمتها ووقعها الخاص.
«الخليج»، بدورها، رصدت هذه اللحظات المفعمة بالشغف، وواكبت حضور الكتاب الجدد في ركن التواقيع، ناقلة انطباعاتهم وتجاربهم الأولى مع القارئ عن قرب.

*دهشة وشغف

يبين الكاتب محمد العاجل، أنه عاش لحظة تحول من العزلة الإبداعية إلى مواجهة الجمهور، من خلال تجربة توقيع روايته الجديدة والتي كانت بالنسبة له نقطة انطلاق نحو فضاء أوسع من التفاعل والثقة، إذ رأى فيها تتويجاً لسنوات من الجهد والخيال.
ويصف العاجل تلك التجربة بأنها مزيج من التوتر والدهشة والامتنان، فالمرة الأولى على منصة التوقيع في المعرض كانت كأنها امتحان للمشاعر، تحوّل بعدها الخوف إلى طاقةٍ تمنحه الإصرار على الاستمرار، وفي عيون الحضور وابتساماتهم شعر أن جهده لم يذهب سدى، وأن لحظة التوقيع لم تكن مجرد مناسبة، بل ميلاد جديد لكاتب يخطو بثقة نحو المستقبل.
ويؤكد العاجل بأن تلك اللحظات ستبقى علامة مضيئة في مسيرته الأدبية، وبوابة لأحلامٍ قادمة تولد من شغفٍ صادق وبيئةٍ ثقافيةٍ تحتضن الإبداع كما تفعل الشارقة عاماً بعد عام.
بدورها تحدثت الكاتبة شمسة البلوشي عن تجربتها مع إصدارها الأول موضحة أن فكرة الكتاب انطلقت من ملاحظتها لانتشار التفكير السلبي والمفاهيم الخاطئة في المجتمع، ورغبتها في إعادة إحياء الأمل والإيجابية من منظور الإيمان والتفكير الواعي.

وتؤكد شمسة البلوشي أن تجربة توقيعها الأول في المعرض شكّلت لحظة فخر ومسؤولية، جسّدت فيها سنوات من العمل والحلم حتى تحوّل الجهد إلى إنجاز حقيقي، وأشارت إلى أن حضور عائلتها في تلك اللحظة جعلها تعيش معنى الفرح الجماعي، مؤكدة أن هذا العمل بالنسبة إليها ليس مجرد كتاب، بل رسالة أمل كتبتها من القلب لكل من يبحث عن النور وسط صخب الحياة.

بدوره بين سعيد الكتبي أنه عاش لحظة بدت له فاصلة في رحلته مع الكتابة، ومع زحام الحضور وعدسات الكاميرات، أمسك بقلمه ليوقّع أول نسخة من مؤلفه في لحظة شعر معها أنه انتقل من مقعد القارئ إلى كرسي الكاتب. ويصف الكتبي يوم التوقيع بأنه مزيج من الرهبة والفخر والامتنان.

من جانبها وصفت الدكتورة آمنة الشامسي تجربتها الأولى لتوقيع كتابها في المعرض بأنها لحظة تفوق الوصف، وكانت تجسيداً حقيقياً لحلم راودها طويلاً حتى أصبح واقعاً ملموساً بين يديها.
وترى في إصدار كتابها الأول تتويجاً لرحلة طويلة من الجهد والإصرار، وتضيف: إن كل صفحة من الكتاب تمثل مرحلة من مراحل السعي نحو تحقيق الذات الإبداعية.

* لحظة

وتؤكد أن وجودها في المعرض الذي يجمع كوكبة من الكتاب والناشرين زادها قناعة بأهمية الاستمرار في الكتابة، ومواصلة تقديم أعمال تعبّر عن التجربة الإنسانية بمعانيها العميقة.

بدورها بينت د. منيرة الرحماني أن لحظات جلوسها على منصة توقيع الكتب في المعرض كانت لحظة قد اختلطت فيها المشاعر بين التوتر والسعادة، وبصدق فقد كانت بالنسبة لها لحظة تجمع بين الرهبة والجمال، وتوضح منيرة الرحماني أنها فرحت جداً بزيارة عدد كبير من الجمهور منهم أصدقائي ومنهم متابعون لي وأناس يتعرفون عليها لأول مرة.

وعن مشاعرها في توقيع إصدارها الأول تقول د. نورة الزعابي، إنها جلست تتأمل النسخة الأولى، واستعرضت عبر صفحاتها رحلةً من التعب والتحول، وتضيف بأنها تذكرت صراعها بين نداء الواجب في غرف الطوارئ ومسؤوليتها تجاه ابنتها، وفي يوم التوقيع، كانت ابتسامات بناتها في الصف الأول كأنها إعلان ولادةٍ جديدة، لتدرك أن المعرض تجاوز فكرة الاحتفال بالكتاب نحو لحظة مفصلية في حياتها الخاصة وقد تغير هذه اللحظة حياتها إلى الأبد.

بدورها أوضحت د. عائشة المطيري أن لحظة توقيعها كتابها الأول كانت من أجمل محطات مسيرتها، وبينت أن رؤية سنوات الخبرة تتحول إلى كتاب يحمل اسمها ويصل للمهتمين بالمعرفة الطبية منحها فخراً لا يوصف. وتضيف د. عائشة المطيري أن الإقبال الكبير من الجمهور فاق توقعاتها، فيما ملأت نظرات أهلها وأصدقائها المكان دفئاً وسعادة، وكانت لحظة التوقيع وعداً بمواصلة العطاء، وبداية لرحلة أجمل.

وتصف آمنة أميري تجربة توقيعها إصدارها الأول بأنها تجربة مفصلية في مسيرتها الأدبية، وعبرت عن سعادتها بتلك اللحظات الأولى خلال لقائها مع الجمهور الذي كان إقباله يفوق كل التوقعات؛ ما جعل اللحظة بالنسبة إليها فارقة ولا تنسى أبداً، وغمرتها طاقة كبيرة وفخر بأن الكتاب لامس اهتمام الناس بهذا الشكل. 
وبينما تنتهي أيام المعرض، تبقى الإصدارات الأولى لكتاب إماراتيين جدد، شاهداً على حيوية المشهد الثقافي الإماراتي، وعلى قدرة الشارقة على احتضان المواهب الجديدة وتقديمها إلى القارئ العربي.

المصدر : صحيفة الخليج