ارتفعت أسهم شركة “ألفابت” (.Alphabet Inc) بشكل مفاجئ بعد صدور حكم طال انتظاره في قضية مكافحة الاحتكار، وهو ما أزال خطراً رئيسياً أثقل كاهل السهم لشهور.
قرار قاضٍ فيدرالي أميركي صدر الثلاثاء مكّن الشركة الأم لـ”جوجل” من تفادي أشد الإجراءات العقابية التي سعى إليها المنظمون، بما في ذلك إجبارها على بيع متصفح “كروم”. هذا القرار دفع السهم للصعود بنحو 10% خلال اليومين الماضيين، ليقترب من مستوى 3 تريليونات دولار كقيمة سوقية. ومع طي صفحة القضية، بدأ المستثمرون يركزون مجدداً على إمكانات ارتفاع سهم “ألفابت”، الذي يُعتبر الأرخص بين “السبعة الكبار” رغم الارتفاع الأخير.
اقرأ المزيد: حكم قضائي: “جوجل” غير ملزمة ببيع متصفح “كروم”
قال نيفيل جافيري، مدير الصناديق الأول في شركة “أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس” (Allspring Global Investments)، تعليقاً على الحكم: “ما يفعله هذا القرار هو أنه يمهد الطريق لمزيد من فرص النمو”. وأضاف أنه يرى في السهم “فرصة استثنائية”، حيث “يوفر القرار إمكانات للنمو كان من الممكن أن تُسلب من الشركة”.
صعود قوي لأسهم “ألفابت”
يأتي الحكم تتويجاً لفترة صعود قوية لأسهم “ألفابت” بدأت بعد نتائج الربع الثاني التي أظهرت أن الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي يعزز المبيعات. في الوقت نفسه، تواصل عروض الذكاء الاصطناعي دعم ثقة المستثمرين بقدرة الشركة على مواجهة المنافسة من شركات مثل “أوبن إيه آي”.
قفز السهم بأكثر من 20% منذ إعلان الأرباح في 23 يوليو، ما دفع “ألفابت” إلى المركز الثالث بين الأسهم أفضل أداءً في مؤشر “ناسداك 100” هذا العام، بعد شهور من التراجع وسط مخاوف من المخاطر التنظيمية وخشية من تهديد شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة لهيمنة محرك البحث “جوجل”، الذي يمثل أكثر من نصف إيرادات الشركة. وحتى يونيو الماضي، كانت أسهم “ألفابت” منخفضة بأكثر من 10% في حين كان المؤشر في المنطقة الإيجابية.
اقرأ المزيد: آفاق الذكاء الاصطناعي تدخل “ألفابت” نادي التريليوني دولار
رغم أن الجدل حول الذكاء الاصطناعي لن يُحسم قريباً، تتزايد ثقة “وول ستريت” في قدرة “ألفابت” على حماية مكانتها. قدمت الشركة في وقت سابق من هذا العام مزايا ذكاء اصطناعي نالت استحساناً واسعاً، كما لاقت أحدث إصدارات هواتف “بيكسل” المزودة بميزات ذكاء اصطناعي قبولاً إيجابياً. وتشير مبيعات الهواتف من “ألفابت” و”سامسونج إلكترونيكس” (Samsung Electronics) إلى استعداد المستهلكين للتحول إلى أجهزة تعمل بنظام “أندرويد” من “جوجل”.
اقتراب “جوجل” من إنجاز تاريخي
كتب المحلل جون بلاكليدج من “تي دي كوين” (TD Cowen) في مذكرة للعملاء الأربعاء: “مع ميزات البحث الجديدة بالذكاء الاصطناعي، وتوسع تطبيق جيميناي بسرعة، نتوقع أن تحافظ جوجل على ريادتها في البحث التقليدي”.
تبلغ القيمة السوقية لـ”ألفابت” حالياً 2.81 تريليون دولار، أي أقل بنحو 7% من حاجز 3 تريليونات دولار، وهو مستوى لم تصل إليه سوى “أبل” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا”.
قد يهمك: إنفوغراف: “أبل” تستمر بصدارة الشركات الأعلى قيمةً سوقية
قد لا يكون الوصول إلى هذا الرقم صعباً، إذ يُتداول سهم “ألفابت” عند مضاعف ربحية يبلغ نحو 21 مرة للأرباح المتوقعة، مقابل 26 مرة لمؤشر “ناسداك 100″، في حين يُتوقع أن تنمو إيرادات الشركة بنسبة 14% هذا العام، متفوقةً على المؤشر.
قال ليام مكغاريتي، المحلل الاستثماري في “هاريس أوكمارك” (Harris Oakmark) المالكة لأكبر عدد من أسهم “ألفابت”: “يظل السهم جذاباً لأنه يحظى بالكثير من الأنشطة عالية الجودة التي تنمو بوتيرة سريعة”.
على الرغم من تحسن المعنويات، قد يصعب الحفاظ على الزخم في المدى القريب. فقد ارتفع مؤشر القوة النسبية للسهم لـ14 يوماً إلى أكثر من 83، وهو أعلى مستوى منذ 2017، وأعلى بكثير من مستوى 70 الذي يعتبره المحللون الفنيون إشارة تشبع شرائي. كما يُتداول السهم عند متوسط السعر المستهدف من المحللين، ما يوحي بأن “وول ستريت” لا تتوقع ارتفاعاً كبيراً من هذه المستويات.
مخاوف طويلة الأجل لسهم “ألفابت”
كتب المحلل بارتون كروكيت من “روزنبلات سيكيوريتيز” (Rosenblatt Securities) في مذكرة الأربعاء، مؤكداً توصيته المحايدة للسهم: “من الطبيعي أن يشعر المستثمرون بالارتياح لتلاشي المخاطر قصيرة الأجل”، لكن “المخاوف طويلة الأجل بشأن المخاطر التنافسية في البحث ستقيّد تقييم السهم”.
بالنسبة لمكغاريتي، يعتمد الاستثمار في “ألفابت” على الثقة بقدرتها على البقاء في صدارة منافسي الذكاء الاصطناعي والحفاظ على النمو.
قال: “عندما تأخذ في الاعتبار أن السهم أرخص من السوق رغم امتلاكه تقنيات ذكاء اصطناعي رائدة وإمكانات كبيرة في أنشطة مثل (جوجل كلاود) و(وايمو)، يبدو أنه يتداول بخصم كبير”.
على صعيد منفضل، قفزت أسهم “برودكوم” (.Broadcom Inc) في تعاملات ما قبل افتتاح تداولات الجمعة، متجهة لتسجيل مستوى قياسي جديد، مع ورود أنباء عن مساعدة الشركة لـ”أوبن إيه آي” في تصميم وتصنيع معالج ذكاء اصطناعي بدءاً من عام 2026. في سياق منفصل، قالت الشركة إن توقعاتها لأعمال الذكاء الاصطناعي ستتحسن “بشكل كبير” في السنة المالية 2026، ما يهدّئ المخاوف بشأن تباطؤ النمو.
المصدر : الشرق بلومبرج