تباين أداء أسواق آسيا والمحيط الهادئ بعد انخفاض وول ستريت نتيجةً لعمليات بيع مكثفة بقيادة قطاع التكنولوجيا. فيما تترقب الأسواق تداعيات الخلاف الدبلوماسي بين الصين واليابان.
عكس مؤشر نيكي 225 الياباني مساره ليرتفع بنسبة 0.5%، بينما أضاف مؤشر توبكس 0.55%.
دفع قطاع التكنولوجيا مؤشر نيكي 225 للانخفاض في التعاملات المبكرة، بقيادة شركة أدفانتست، الشركة المصنعة لمعدات اختبار أشباه الموصلات، والتي انخفضت بأكثر من 4%، مسجلةً انخفاضًا بنسبة 1.4% في آخر تعاملات. كما انخفض سهم شركة رينيساس لأشباه الموصلات بنسبة 4.4%.
انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.67%، وتراجع مؤشر كوسداك للشركات الصغيرة بنسبة 1.02%. وتراجعت أسهم شركتي سامسونج إلكترونيكس وإس كيه هاينكس، وهما من الشركات الرائدة في المؤشر، بنسبة 2.25% و2.46% على التوالي.
ارتفع مؤشر الأسهم الأسترالية بنسبة 0.11%.
كذلك، ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.19%، بينما ارتفع مؤشر CSI 300 في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.4%. مع ذلك، انخفضت أسهم شركة التكنولوجيا الصينية شاومي المدرجة في هونغ كونغ بأكثر من 4% بعد أن حذرت الشركة يوم الثلاثاء من ارتفاع أسعار الهواتف الذكية في عام 2026، على خلفية ارتفاع تكاليف رقائق الذاكرة لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
- المحادثات اليابانية الصينية
ويبدو أن محاولة أولى لتهدئة التوترات بين الصين واليابان قد باءت بالفشل، مما يشير إلى أن الخلاف الدبلوماسي من المرجح أن يستمر، ويثير مخاوف بشأن المزيد من التوتر في العلاقات الاقتصادية.
أعرب ليو جين سونغ، المدير العام لإدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية الصينية، عن “استيائه” من نتيجة اجتماعه مع الدبلوماسي الياباني ماساكي كاناي، الثلاثاء، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا بيبر” الصينية.
توترت العلاقات بين الجارتين مؤخراً بعد أن أصبحت رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي أول زعيمة يابانية في السلطة منذ عقود تربط علناً أزمة مضيق تايوان باحتمال نشر قوات يابانية. وقد أثارت تصريحاتها دراً سريعاً من بكين، التي حذرت من المزيد من ردود الفعل.
في غضون ذلك، قالت اليابان إن كاناي أكد مجدداً أن موقف البلاد من تايوان لم يتغير.
كما رد كاناي على “تصريحات غير لائقة للغاية” أدلى بها شيويه جيان، القنصل العام الصيني في أوساكا، والذي هدد بقطع رأس تاكايتشي من دون أن يسميها، وذلك في منشور حُذف على حسابه في إكس. وطالبت طوكيو باتخاذ إجراءات فورية ضد الدبلوماسي.
- التراشق الكلامي
يشير التراشق الكلامي بين الجانبين إلى أن الخلاف لا يبدو في طريقه إلى الانفراج.
وقد حذرت بكين المواطنين الصينيين من السفر إلى اليابان، وهي خطوة دفعت بالفعل وكالتين سفر حكوميتين على الأقل إلى إلغاء رحلات جماعية محجوزة مسبقًا قبل أشهر، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقد تسبب تحذير السفر في موجة بيع حادة في أكبر أسهم السياحة والتجزئة في اليابان قبل أن تعوض بعض خسائرها. نصحت الشركات المملوكة للدولة موظفيها بتجنب السفر إلى اليابان، حيث أرسلت بعض المجموعات الاستثمارية والبنوك وشركات الوساطة وغيرها من الشركات رسائل تحذيرية لموظفيها هذا الأسبوع، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
طالبت الصين تاكايشي بالتراجع عن تصريحها، وانتقدت وسائل الإعلام الرسمية تصريحاتها، قائلةً إنها “تُمثل تحذيرًا صارخًا من أن شياطين اليابان العسكرية تُستدعى من جديد”.
- “مطلب مُبالغ فيه”
قال جيريمي تشان، المحلل البارز في مجموعة أوراسيا والدبلوماسي الأمريكي السابق: “تُشير بكين بوضوح إلى طوكيو من خلال هذا التبادل بأنها ليست مستعدة بعد لإخماد الحريق أو السماح للعقلاء بالسيطرة”.
وأضاف: “كما اكتفت بكين بتكرار مطلبها المُبالغ فيه بأن تتراجع تاكايشي تماماً عن تصريحها، وهو ما لا يُمكنها فعله. وهذا لا يترك مجالاً فورياً لتهدئة الموقف”.
ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن باحثين قولهم إن رتبة كاناي المتوسطة تُشير إلى عدم جدية اليابان في إنهاء النزاع، بينما أثارت ملابس ليو تكهنات بأنها تحمل دلالة رمزية.
وحدد حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تديره هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بدلة ليو، التي تشبه سترة رسمية، بأنها تُشبه تلك التي ارتداها الطلاب المتظاهرون خلال حركة الرابع من مايو عام 1919، وهي انتفاضة تاريخية حشدت الشباب ضد نقل الأراضي الصينية إلى اليابان وأثارت مقاطعة البضائع اليابانية.
وكان ليو قد ارتدى بدلات تقليدية مماثلة في مناسبات دبلوماسية سابقة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان اختياره هذه المرة يهدف إلى التعبير عن موقفه.
المصدر : صحيفة الخليج
