توقعات باستمرار هيمنة الدولار لهذه الأسباب

توقعات باستمرار هيمنة الدولار لهذه الأسباب

يرى ليم تشاو كيات، من صندوق الثروة السيادي السنغافوري “جي آي سي” (GIC)، وجيني جونسون من “فرانكلين تمبلتون”، أن الشكوك التي تحيط بمكانة الدولار الأميركي كعملة مهيمنة في النظام المالي العالمي مبالغ فيها.

جونسون قالت خلال مشاركتها الأربعاء في مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة إنها لا تعتقد أن “هناك شكاً في استمرار هيمنة الدولار، ولكن الخوف من مقدار ما قد يُنتزع من هذه الهيمنة”.

تصريحاتها توافقت مع ما قاله الرئيس التنفيذي للـ”جي آي سي”، ليم، الذي استبعد أن تفقد الولايات المتحدة مكانتها كصاحبة العملة الاحتياطية العالمية في أي وقت قريب، مضيفاً في جلسة خلال المؤتمر: “يبدو ذلك احتمالاً بعيداً ما لم تتصدّع أسس النظام الأميركي، ونحن لا نرى ذلك يحدث”.

مكانة الدولار تحت المجهر

تجدد الجدل حول مكانة الدولار فيما تواجه العملة الأميركية تحديات كبيرة على جبهات متعددة. ورغم أن هذا النقاش يعود لعقود، إلّا أنه تصاعد مؤخراً مع اتساع العجز في الميزانية الأميركية، وسعي دول عدة إلى تقويض هيمنة الدولار. واكتسب هذا الاتجاه زخماً في 2022 بعدما استغل الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن العملة لفرض عقوبات على روسيا.

جونسون، الرئيسة التنفيذية لأحد أكبر مديري الأصول عالمياً من هونغ كونغ إلى نيويورك، قالت إن “الكثير من الأمور يعتمد على موقعك كمستثمر”، مشيرة إلى أماكن وجود المستثمرين وطبيعة الأصول والعملات التي يفضلون الاستثمار فيها، وأضافت مازحة: “إلى أين ستذهب غير ذلك؟”

اقرأ أيضاً: الدولار يحقق ثاني أفضل أداء شهري له في 2025 وسط ميل “الفيدرالي” للتريث

لكن دافيد سيرا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ألجيبريس إنفستمنتس” (Algebris Investments)، اختار نبرة أكثر حذراً، إذ رأى أنه من المنطقي أن يخصص المستثمرون جانباً أكبر من أموالهم للذهب، باعتباره ملاذاً آمناً تقليدياً، ولأنه حقق مكاسب كبيرة هذا العام.

سيرا أضاف أن المستثمرين يعيشون اليوم في عالم تأتي فيه العملة الاحتياطية الأساسية من دولة يبلغ عجزها المالي نحو 7%، مضيفاً أن المرة الوحيدة التي حدث فيها هذا سابقاً كانت خلال الحروب أو فترات الأوبئة، وأنه لحماية أنفسهم من مخاطر تآكل قيمة العملة، يحتاج المستثمرون لامتلاك الذهب.

تآكل تدريجي في حيازات الدولار

لا يزال الدولار العملة الأكثر تداولاً في سوق الصرف الأجنبي العالمي، الذي تبلغ قيمته 9.6 تريليون دولار يومياً، بفضل سيولة السوق الأميركية العميقة ورأس المال المتوافر بلا قيود. كما أن الدولار الأميركي مدعوم بمكانة أكبر اقتصاد في العالم، ويمكن للمستثمرين تداول أصوله بحرية، دون قيود على حركة رؤوس الأموال.

في السياق نفسه، قالت فاليري أوربان، الرئيسة التنفيذية لـ”يوروكلير” (Euroclear)، للجمهور في سنغافورة إنها تلاحظ “تنويعاً مطرداً” في توزيع الأصول مؤخراً بين المستثمرين، بمن فيهم أولئك الموجودون في آسيا.

أوربان أضافت أن ذلك “ليس لأن الدولار يخسر بالكامل”، إلّا أن هناك تآكلاً تدريجياً في حيازاته. كما ذكرت أن أوروبا وأسواق رأس المال فيها عادت إلى جدول اهتمامات المؤسسات المالية في آسيا، في الوقت الذي تتزايد فيه التدفقات الاستثمارية داخل دول آسيا.

التنويع هو الحل

أما داني يونغ من “دايمون” (Dymon)، فقال إنه منذ إعلانات “يوم التحرير” الخاصة بالتعريفات الجمركية، أصبح المستثمرون العالميون، خصوصاً خارج الولايات المتحدة، يرغبون في استثمار كل دولار إضافي يوفرونه خارج السوق الأميركية. 

وتابع أن الأمر “لا يتعلق بنهاية الاستثنائية الأميركية، ولا بتحوّل سلبي تجاه الولايات المتحدة”، واختتم أن الطريقة المثلى للتحوّط من تعقيد السياسات المتزايد هي التنويع.

المصدر : الشرق بلومبرج