أميركا والسعودية تضعان استراتيجية خاصة بالتبادل التجاري

أميركا والسعودية تضعان استراتيجية خاصة بالتبادل التجاري

قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن الولايات المتحدة تعمل على وضع استراتيجية متبادلة مع السعودية على المستوى التجاري، مضيفاً أنه “بقيادة صانع الصفقات لدينا -الرئيس ترمب- نرفع العلاقة مع السعودية إلى مستويات غير مسبوقة”.

وأكد لوتنيك خلال كلمته بمنتدى الاستثمار الأميركي السعودي أنه يتم العمل حالياً على وضع المؤسسات الأميركية والسعودية كشركاء، و”نعمل على المساعدة على تحقيق الاستثمار بسرعة أكبر”، مشيراً في الوقت نفسه إلى تقليل العوائق البيروقراطية، وأضاف: “يجب أن تمضي شراكتنا مع السعودية بلا أي معوقات”.

إدارة ترمب تدرس مساراً سريعاً لاستثمارات الخليج في أميركا

منتدى الاستثمار الأميركي السعودي المُنعقد اليوم في العاصمة الأميركية يأتي امتداداً لنسخته السابقة في مايو التي عُقدت في الرياض تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية.

السعودية بوابة المعادن الحرجة

وزير التجارة الأميركي أضاف أنه “إذا أردت ضمان الحصول على المعادن الحرجة وسلاسل إمداد أكثر مرونة فعليك الشراكة مع دول مثل السعودية”.

وقال لوتنيك إن المملكة “لديها كل المقومات لتصبح أسرع دول الشرق الأوسط نمواً”، وأشار إلى أن “شركات الطاقة النووية الأميركية جاهزة للشراكة مع السعودية لتحقيق استقلالية وتنوع الطاقة للمملكة”.

الطاقة حجر أساس الشراكة الأميركية السعودية

خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى الاستثمار الأميركي السعودي المنعقد في واشنطن يوم الأربعاء، أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن الطاقة هي حجر أساس الشراكة الأميركية السعودية، مشيراً إلى أن نتائج زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تعكس قوة الشراكة مع الولايات المتحدة”.

واستشهد الفالح بقوة العلاقات الأميركية السعودية، مستنداً إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي في المملكة، كما أنها أكبر متلقي للاستثمارات السعودية في الخارج”. وأضاف:”علاقتنا في نهاية المطاف مع الولايات المتحدة لا تتعلق فقط بالأموال، بل تتعلق بالأشخاص”.

وزير الاستثمار السعودي قال: “أشجعنا جميعًا على اغتنام هذه اللحظة، واستكشاف الفرص والشراكات الجديدة بين المشاركين، وتشكيل الموجة التالية من الصفقات التحويلية”.

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس خلال قمة البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعزيز الالتزامات الاستثمارية السعودية في الاقتصاد الأميركي، من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن السعودية “لا تستثمر في فرص وهمية لإرضاء أميركا، بل هناك فرص حقيقية في الرقائق والذكاء الاصطناعي”، مضيفاً أن المملكة تنظر إلى الفرص في “السوق الأميركية الأكثر حيوية حول العالم”. وأضاف: “العلاقة مع الولايات المتحدة لا يمكن استبدالها.. ومع الرئيس ترمب دخلنا فصلاً جديداً رائعاً”.

شهد اليوم الأول من زيارة ولي العهد السعودي توقيع حزمة اتفاقات واسعة تشمل تصنيف السعودية كـ”حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلا عن توقيع اتفاقيات في مجالات الدفاع الاستراتيجي، والطاقة النووية السلمية، والذكاء الاصطناعي، والمعادن النادرة.

اتفاقات استراتيجية بين واشنطن والرياض تشمل الذكاء الاصطناعي والنووي السلمي والدفاع

وبحسب البيت الأبيض، فإن هذه الاتفاقيات “تعمّق الشراكة الاستراتيجية الأميركية–السعودية، وتوسّع فرص توفير وظائف أميركية ذات رواتب مرتفعة، وتقوي سلاسل الإمداد الحيوية، وتعزز الاستقرار الإقليمي”. في المقابل، تقدم الرياض هذه الحزمة باعتبارها امتداداً لمسار طويل من التعاون مع واشنطن، ومتناغمة مع مستهدفات “رؤية السعودية 2030” لتنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.

الاتفاقيات شملت تسهيلات أوسع لعمل شركات الدفاع الأميركية في السوق السعودية، ومنح السعودية “إمكانية الوصول إلى أنظمة أميركية رائدة عالمياً مع حماية التكنولوجيا الأميركية من النفوذ الأجنبي”، وتكثيف تعاونهما في الأسابيع المقبلة بشأن قضايا التجارة، بجانب توقيع “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي الأميركية–السعودية (SDA)” لتعزيز الشراكة الدفاعية، وحزمة صفقات دفاعية تشمل تسليم مقاتلات “إف–35” مستقبلاً، وشراء نحو 300 دبابة أميركية، بجانب التعاون في الطاقة النووية السلمية.

المصدر : الشرق بلومبرج