ارتدت سوق الأسهم السعودية من أدنى مستوى إغلاق في نحو شهرين لكنها لا تزال تتجه نحو تسجيل خسارتها الأسبوعية الثالثة على التوالي في بيئة تتسم بعزوف المستثمرين عن المخاطرة وسط ترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
افتتح المؤشر العام “تاسي” جلسة اليوم الخميس مرتفعاً بنسبة طفيفة متجاوزاً حاجز 11 ألف نقطة، مع استمرار تبادل الأدوار بين الأسهم الكبرى في قيادة حركة المؤشر إذ انخفض سهم “أرامكو”، أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية، بعد ارتفاعه أمس في حين صعدت أسهم “مصرف الراجحي” و”سابك” و”أكوا باور”.
اعتبر محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في “أرباح المالية”، أن السوق بلغت القاع خلال الجلسات القليلة الماضية ووجدت الدعم قرب مستوى الدعم الرئيسي في حدود 10950 نقطة التي حام المؤشر بالقرب منها دون أن يكسرها على مدى ثلاث أو أربع جلسات.
وخلال مقابلة مع “الشرق”، قال الفراج: “المستثمرون مقتنعون أن القيمة الحالية للسوق أقل من القيمة العادلة لكن السيولة تشكل عامل ضغط على السوق بشكل عام، بالإضافة إلى عوامل مثل تراجع القطاع المصرفي بسبب ضبابية قرار الفيدرالي بشأن الفائدة وتزامن أكثر من اكتتاب في نفس الوقت”.
“أعتقد بناء على سلوك المؤشر خلال الجلسات الماضية أننا وصلنا إلى القاع من ناحية العوامل الأساسية والفنية والارتداد منها يمكن أن يكون قوياً. حتى لو حدث تصحيح في الأسواق العالمية فحينها ربما نشهد استقراراً في السوق السعودية”.
ضغوط على المدى القصير
من جانبه، توقع محمد زيدان المحلل المالي لدى الشرق أن تستمر الضغوط على السوق في المدى القصير في ظل انخفاض أحجام التداول خصوصاً في القطاع المصرفي مع ارتفاع معدلات الفائدة بين بنوك المملكة (سايبور).
وأضاف “ارتفاع سايبور سيضغط على هوامش الربحية وتكلفة التمويل قصير الأجل. الأسواق تتوقع تباطؤ نمو الإيرادات والأرباح لدى البنوك خلال الربع الرابع من العام الحالي”.
اتفاقيات مع واشنطن تنعش سهم “معادن”
انتعشت أسهم رئيسية أخرى في التعاملات الصباحية إذ قفز “معادن” بأكثر من 2% وزاد سعر سهم “أكوا باور” بنسبة 0.3% بعد إعلان عدة اتفاقيات على هامش زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في مجالات مثل الطاقة والتعدين والذكاء الاصطناعي.
أبرمت “معادن” مذكرة شروط ملزمة مع شركتي “إم بي ماتيريالز” و”ماونتين جي في” لتقديم خدمات استشارية وفنية بالإضافة إلى تأسيس مشروع مشترك لإنشاء وتطوير وتشييد مرفق لتكرير وفصل العناصر الأرضية النادرة في المملكة.
من جانبه، قال محمد أبو نيان، رئيس “أكوا باور”، إن الطاقة الكهربائية تمثل 60% من احتياجات تطوير الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات و”هنا تكمن ميزة السعودية التفضيلية”، حيث تعتبر تكلفة إنتاج الكهرباء في المملكة الأرخص عالمياً.
وقال الفراج: “الاتفاقيات ستفيد عدة شركات بالسوق السعودية لأن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تعتمد على الطاقة الكهربائية وكذلك أشباه الموصلات تعتمد على المعادن النادرة والمملكة تزخر بها. شركة مثل الحفر العربية أيضا سيكون لها دور في عمليات استكشاف المعادن خاصة اليورانيوم والمعادن النادرة”.
المصدر : الشرق بلومبرج
