ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إمكانية إقالة وزير الخزانة سكوت بيسنت إذا لم يتمكن من المساعدة في ضمان خفض أسعار الفائدة، معرباً عن استيائه المستمر من تردد مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تسريع وتيرة الخفض.
جاءت تصريحات ترمب، التي اتخذت طابعاً مازحاً، وسط تزايد ضغوط الناخبين على الإدارة لخفض تكاليف المعيشة، فيما يتولى البنك المركزي الأميركي مسؤولية تحديد أسعار الفائدة قصيرة الأجل المؤثرة في تكاليف الاقتراض عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.
وخلال فعالية استثمارية أميركية سعودية في واشنطن يوم الأربعاء، قال ترمب إن “الأمر الوحيد الذي يُخطئ فيه سكوت هو ملف الفيدرالي. أسعار الفائدة مرتفعة للغاية يا سكوت، وإذا لم تُعالج ذلك سريعاً فسأقيلك. واضح؟”.
انتقادات ترمب لقيادة الفيدرالي
جدد ترمب رغبته في إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفاً إيّاه بأنه “غير كُفء تماماً”، وأنه يستحق الملاحقة القضائية بسبب إدارته لعملية تجديد مُكلفة لمقر البنك المركزي. كما أوضح أن بيسنت هو من حال دون إقدامه على محاولة دفع باول للاستقالة.
وقال ترمب إن بيسنت توجّه إليه قائلاً: “سيدي، أرجوك لا تُقله، لم يتبقَّ أمامه سوى ثلاثة أشهر”. وأضاف الرئيس للحضور أن بيسنت “صوت العقل، أنتم محظوظون بوجوده، أؤكد لكم ذلك. لقد أدّى عملاً جيداً”. وحذّر مراقبو الاحتياطي الفيدرالي من أن إقالة باول قسراً كانت ستثير مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي وتزعزع الأسواق المالية.
اقرأ أيضاً: انشقاق داخل الفيدرالي الأميركي يهدد فرص خفض الفائدة في ديسمبر
في سياق متصل، قال ترمب، في إشارة إلى وزير التجارة هوارد لوتنيك: “أعتقد أن هوارد أكثر ميلاً للإقالة، وأظن أنه سيقول: أخرِجوه من هناك فوراً”.
لا يتمتع بيسنت بأي سلطة مباشرة على أسعار الفائدة بصفته وزيراً للخزانة، إذ تتولى لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية تحديد السياسة النقدية المرجعية. وقد صوتت اللجنة مرتين هذا العام على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فيما دفع ترمب باتجاه وتيرة أكثر حدة.
رفض الاحتياطي الفيدرالي التعليق على تصريحات ترمب.
اختيار رئيس الفيدرالي الجديد
حدد بيسنت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات باعتبارها مؤشراً رئيسياً لتقييم تكاليف الاقتراض، وقد أكد مراراً تراجعها هذا العام، بخلاف ما حدث في اقتصادات متقدمة أخرى. وتُعد هذه العوائد معياراً رئيسياً لمعدلات الرهن العقاري، التي تراجعت بدورها هذا العام.
يقود وزير الخزانة جهود اختيار الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي مع اقتراب انتهاء ولاية جيروم باول في مايو 2026. وبينما يؤكد ترمب رغبته في تولية بيسنت رئاسة البنك المركزي، يفضل الأخير مواصلة عمله في وزارة الخزانة.
أعد بيسنت قائمة تضم المرشحين المحتملين لرئاسة الفيدرالي، بينهم المسؤولان الحاليان كريستوفر والر وميشيل بومان، وعضو مجلس الاحتياطي السابق كيفن وارش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، والمدير التنفيذي بشركة “بلاك روك” (BlackRock) ريك ريدر.
طالع أيضاً: هاسيت يبدي استعداده لرئاسة الفيدرالي ويدفع نحو خفض أكبر للفائدة
وقال ترمب يوم الثلاثاء إنه يعتقد أنه توصّل بالفعل إلى خياره، دون أن يكشف عن أي تلميحات بشأن هوية المرشح. وأوضح أنه يفاضل بين مرشحين “مفاجئين” وآخرين “تقليديين”، مرجحاً في النهاية أن يتجه نحو خيار تقليدي.
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، قال بيسنت إن المقابلات لا تزال جارية، وإن ترمب سيجتمع في منتصف ديسمبر مع ثلاثة مرشحين نهائيين لحسم القرار.
من المتوقع تعيين الرئيس الجديد للاحتياطي الفيدرالي لولاية تمتد 14 عاماً اعتباراً من الأول من فبراير، وهي الفترة التي يشغلها حالياً ستيفن ميران، الذي يقضي إجازة غير مدفوعة من مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض.
المصدر : الشرق بلومبرج
