تفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الأوكرانية

تفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الأوكرانية

كييف ـ أ ف ب

سيجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشخصيات رفيعة في الجيش الأمريكي في كييف الخميس، بعدما عرضت واشنطن خطة على أوكرانيا تضع حداً للحرب بموجب شروط تصبّ في مصلحة موسكو.

ينص المقترح الأمريكي المفاجئ على تخلي أوكرانيا عن أراض لصالح روسيا والحد من إمكاناتها العسكرية، وهي تنازلات سبق لكييف أن رفضتها باعتبار أنها تمثّل خضوعاً غير مقبول لموسكو بعد أربع سنوات من الحرب.

في ما يأتي لمحة عمّا نعرفه عن الخطة:

الأراضي

تشير تفاصيل الخطة إلى أن المطلوب من أوكرانيا الاستسلام لبعض مطالب روسيا الرئيسية بينما التزامات الجانب الروسي مقابل ذلك ما زالت «غير واضحة».

على الأرض، تدعو الخطة إلى «الاعتراف بالقرم ومناطق أخرى انتزعها الروس»، بحسب المصدر. ويحتل الجيش الروسي نحو خُمس مساحة البلاد التي دمرت سنوات من المعارك جزءاً كبيراً منها.

وفي 2022، أعلن الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، رغم عدم سيطرة روسيا عليها بالكامل.

وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن طالب أوكرانيا بسحب قوّاتها بالكامل من دونيتسك ولوغانسك وعرض تجميد خط الجبهة في منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب، بحسب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي أدى دور الوساطة في ثلاث جولات من مفاوضات السلام في وقت سابق هذا العام.

وإذا تمسّكت أوكرانيا بموقفها الرافض للاعتراف بأي سيطرة روسية على أراضيها، أقرّت بأنها قد تُضطّر لاستعادتها بالسبل الدبلوماسية.

ومن شأن التخلي عن أراض في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين ما زالتا خاضعتين للسيطرة الأوكرانية أن يترك أوكرانيا عرضة لأي هجوم روسي مستقبلاً. وقال زيلينسكي مؤخراً: «يتعلّق الأمر ببقاء بلدنا».

الجيش والأسلحة

تنصّ الخطة على خفض أوكرانيا عدد جنودها إلى 400 ألف عنصر، ما يعني تقليص جيشها بأكثر من النصف، بحسب ما أفاد المصدر.

كما سيتعيّن على كييف التخلي عن جميع الأسلحة البعيدة المدى.

تتوافق هذه البنود مع مطالب روسية طُرحت على أوكرانيا أثناء محادثات في إسطنبول في وقت سابق هذا العام عندما دعت موسكو إلى خفض عديد قواتها وإلى حظر التعبئة ووضع حد لتدفق الأسلحة الغربية.

ولطالما شددت موسكو على أنها لن تتسامح مع أي حضور لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على التراب الأوكراني.

في المقابل، تتطلع أوكرانيا إلى ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب، بما فيها قوة أوروبية لحفظ السلام لمنع روسيا من غزوها مجدداً في المستقبل.

من وضع الخطة؟

ذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي أن إدارة ترامب وضعت الخطة في إطار مشاورات سريّة مع روسيا. ويبدو العديد من عناصرها مطابقاً للمطالب الروسية بشأن كيفية وضع حد للنزاع.

وقال المصدر: «يبدو أن الروس اقترحوا ذلك على الأمريكيين الذين وافقوا على الأمر». وأضاف «ثمة فارق مهم يتمثّل في أننا لا نعرف ما إذا كانت هذه بالفعل رواية ترامب أم رواية المقرّبين منه».

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، تبدّل موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال حرب أوكرانيا عدة مرّات. وعلى مدى عام 2025، انتقل من وصف زيلينسكي بـ«الدكتاتور» إلى حض كييف على محاولة استعادة كافة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وفرض عقوبات على موسكو.

ردود الفعل

لم يصدر أي رد فعل رسمي على الخطة من جانب كييف. أما الكرملين، فأشار إلى أن ليس لديه ما يقوله عندما سئل عن التقارير. من جانبها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تسوية في شأن السلام يجب أن تتم بموافقة كييف وبروكسل.

وقالت للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لكي تنجح أي خطة، لا بدّ من أن يكون الأوكرانيون والأوروبيون طرفاً فيها». وأضافت «علينا أن ندرك أنه في هذه الحرب يوجد معتد واحد وضحية واحدة. ولم نسمع عن أي تنازلات من الجانب الروسي».

المصدر : صحيفة الخليج