أكد غنام المزورعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس”، أن القطاع الخاص أصبح الوجهة الأولى للخريجين المواطنين، حيث ارتفعت نسبة جذب القطاع لهم من 15% إلى 58%، ما يعني أن 6 من كل 10 خريجين مواطنين يبدأون مسيرتهم المهنية في القطاع الخاص.
وأوضح أن هذا التطور النوعي تزامن مع ارتفاع كبير في عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص، والذي تجاوز 157 ألف مواطن، بنسبة نمو قياسية بلغت 437% خلال 4 سنوات فقط، كما توسع نطاق مشاركة المواطنين في منشآت القطاع الخاص، إذ ارتفع عدد الشركات التي يعملون فيها من 7,000 منشأة إلى أكثر من 30,000 منشأة، وبفضل هذا النمو المتسارع، استطاع البرنامج تحقيق تقدم كبير في مستهدفاته وصل إلى 92%. كما سجلت هيئة وصناديق المعاشات ارتفاعاً في أعداد المواطنين المسجلين في القطاع الخاص بنسبة 245% بين عامي 2022 و2025، ما يعكس حجم التغيير الهيكلي الذي أحدثه البرنامج في سوق العمل.
وأكد المزورعي أن أثر برنامج “نافس” لم يقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل امتد ليشمل جوانب اجتماعية بالغة الأهمية، أسهمت في تعزيز استقرار الأسر المواطنة وجودة الحياة لديها، حيث بلغ عدد المستفيدين من برامج “نافس” أكثر من 132 ألف مواطن، فيما يستفيد أكثر من 24 ألف طفل من علاوة الأبناء التي يقدمها البرنامج.
بناء الأوطان
وأشار إلى أن “نافس” انطلق من إيمان عميق بأن الاستثمار في الإنسان هو الأساس في بناء الأوطان، ومن التزام راسخ بتمكين أبناء الوطن وتأهيلهم لمتطلبات سوق العمل. وبناء على هذا النهج، توسعت جهود البرنامج ليقدم مبادرات نوعية في مجالات التدريب والتطوير، بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة ومؤسسات أكاديمية مرموقة، ومن أبرز هذه البرامج برنامج “كفاءات”، وبرنامج “تطوير كوادر القطاع الصحي”، وبرنامج “الإرشاد المهني”، وبرنامج “قيادات نافس”، إضافة إلى “برنامج نافس الدولي” الذي أتاح فرص تدريب عملي في مؤسسات عالمية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
وأوضح المزورعي أن البرنامج واصل ترسيخ ثقافة التميز من خلال “جائزة نافس”، التي كرمت خلال دوراتها الـ 3 الماضية العديد من الأفراد والمنشآت المتميزة في دعم التوطين، فيما يشهد اليوم إطلاق الدورة الرابعة للجائزة لعام 2025–2026، بما يعكس استمرار الجهود نحو تعزيز الأداء التنافسي في سوق العمل.
وأكد أن “برنامج نافس”، الذي أُطلق في سبتمبر 2021 ضمن مشاريع الـ 50، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، يعد واحداً من أكبر البرامج التنموية، حيث خصص له 24 مليار درهم بهدف تمكين 170 ألف مواطن في القطاع الخاص.
وبين المزروعي أن الاستراتيجية الجديدة لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية لعام 2026، يتضمن مبادرات إضافية تهدف إلى تغطية رحلة تمكين المواطن من المراحل المبكرة في التعليم وحتى الوصول إلى التوظيف، وتعزّز شراكتنا مع القطاع الخاص لتهيئة أبناء الوطن لوظائف المستقبل.
المصدر : البيان
