العلم والسرد الأدبي في كتاب «أمنا الأرض» لعبدالله بلحيف

العلم والسرد الأدبي في كتاب «أمنا الأرض» لعبدالله بلحيف

شهدت مدينة كيتي الإيطالية، حدثاً علمياً وثقافياً بارزاً، حيث أطلق الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، كتابه الجديد «أمّنا الأرض» خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للطب البيئي: «التعرّضات البيئية وعلم التخلّق – حماية صحة الأطفال»، الذي انعقد في قاعة غابرييلي دانونتسيو بجامعة كيتي-بيسكارا، إحدى الجامعات الرائدة عالمياً في مجال أبحاث علم التخلّق.

أمّنا الأرض هو كتاب موجّه للأطفال، يمزج بين العلم والسرد الأدبي، ليحمل رسالة إنسانية وعلمية في آن واحد: حماية الكوكب هي حماية لصحة الأطفال ومستقبل البشرية.

يقدّم الكتاب رؤية شعرية مدعومة بالحقائق العلمية، ويؤكد أن الوقاية والعدالة الصحية هما الطريق الأمثل لمواجهة التحديات البيئية والطبية في القرن الحادي والعشرين.

يمثل إطلاق كتاب أمّنا الأرض في هذا المؤتمر الدولي بعد أن تم إطلاقه في معرض الشارقة للكتاب، خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي العالمي بضرورة حماية الأطفال من المخاطر البيئية، وإعادة صياغة رؤية الطب والوبائيات لتكون قائمة على الوقاية والعدالة. وقد جمع الحدث بين العقول العلمية والقلوب الإنسانية، ليؤكد أن حماية الأرض هي حماية للحياة نفسها.

انعقد المؤتمر بتنظيم من الجمعية الإيطالية للطب البيئي، وبالتعاون مع منظمة أبحاث الصحة البيئية، والجمعية الإسبانية للطب البيئي والتغيّرات، وتحالف العلوم العالمية، وقد تزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل، ما أضفى على الحدث بعداً إنسانياً خاصاً، حيث اجتمع فيه العلم والأدب والسياسة لحماية حقوق الأطفال الصحية والبيئية.

اختيار جامعة كيتي كمقر للمؤتمر لم يكن صدفة، فهي معترف بها دولياً كمركز رائد في أبحاث علم التخلّق. وقد شكّل هذا المكان منصة مثالية لدمج العلم بالأدب، حيث أضفى كتاب أمّنا الأرض بُعداً ثقافياً وعاطفياً على النقاشات العلمية، مؤكداً أن حماية البيئة ليست مجرد قضية علمية، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية.

استقطب المؤتمر جمهوراً دولياً متنوعاً ضمّ كبار الخبراء في الطب وعلم الأوبئة والصحة العامة، إلى جانب طلاب الجامعات والباحثين وصنّاع القرار والسياسيين. وقد ناقش المشاركون أحدث الأبحاث حول تأثير التعرّضات البيئية وعلم التخلّق على صحة الإنسان، مع التركيز على الأمراض التي تصيب الأطفال والشباب مثل السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية والنمائية، والسكري من النوع الأول.

وفي كلمته خلال حفل إطلاق الكتاب، قال الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: «إذا علّمنا الأطفال حب أمّنا الأرض، فسوف يكبرون ليصبحوا بالغين يحافظون عليها. وبحمايتها، فإنهم يحمون أنفسهم وأسرهم والأجيال القادمة».

المصدر : صحيفة الخليج