سجلت المبيعات السنوية لشركة “أبل” في الهند مستوى قياسياً بلغ نحو 9 مليارات دولار خلال العام المالي الماضي، ما يعكس تزايد إقبال المستهلكين على أجهزتها الرائدة، بينما تواصل الشركة تعزيز حضورها في سوق التجزئة داخل أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.
ارتفعت إيرادات الشركة بنحو 13% خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس، مُقارنةً بـ8 مليارات دولار في العام السابق، وفقاً لشخص مطلع على الأمر رفض الكشف عن هويته نظراً لخصوصية المعلومات. واستحوذت هواتف “أيفون” البارزة من “أبل” على الجزء الأكبر من المبيعات، كما ارتفع الطلب على أجهزة “ماك بوك”.
الهند سوق محورية لـ”أبل”
يشكل هذا النمو اللافت، الذي لم يُعلن عنه سابقاً، دفعة للشركة التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، في وقت تكافح فيه لمواجهة ركود مبيعات الأجهزة المحمولة حول العالم. ورغم أن الهند لا تزال تمثل جزءاً صغيراً من أعمال الشركة الإجمالية، إلا أن “أبل” تستثمر في بلد يُتوقع أن يصبح سوق محورية خلال السنوات المقبلة.
يكتسب هذا التوسع أهمية خاصة في ظل تقلب الاستهلاك وانعدام اليقين الجيوسياسي المتعلق بالصين، التي تُعد اليوم أكبر قاعدة خارجية للشركة. فقد ارتفعت إيرادات “أبل” من الصين بنسبة 4.4% في الربع المنتهي في يونيو، إلا أن هذا النمو يُعد الأول خلال عامين، فيما فقدت الشركة حصتها السوقية هناك لصالح منافسين محليين مثل “شاومي” (Xiaomi).
لم ترد “أبل” على طلبات التعليق.
اقرأ أيضاً: بفضل “أبل”.. الهند تتفوق على الصين في تصدير الهواتف الذكية إلى أميركا
في إطار توسعها بقطاع التجزئة في الهند، افتتحت “أبل” هذا الأسبوع متجرين جديدين في مدينتي بنغالور وبوني، فيما تستعد لافتتاح فرع أخر في نويدا بضواحي دلهي، وآخر في مومباي مطلع العام المقبل.
في عام 2023، أعادت الشركة الأميركية هيكلة إدارة أعمالها الدولية، لتجعل الهند منطقة مبيعات خاصة بها بفضل إمكانات النمو التي توفرها السوق مع ارتفاع مستويات الدخل واتساع قاعدة الطبقة المتوسطة. وتُمثل هواتف “أيفون”، التي ينظر إليها كثير من الهنود كرمز للمكانة الاجتماعية، حالياً نحو 7% من سوق الهواتف الذكية المحلية، وفقاً لتارون باثاك من شركة “كاونتربوينت ريسيرش” (Counterpoint Research).
ارتفاع أسعار هواتف “أيفون”
أعاقت متطلبات التوريد المحلي في الهند شركة “أبل” لسنوات من افتتاح متاجرها المميزة في الدولة الواقعة في جنوب آسيا. ومع تيسير السياسات، دشنت الشركة متجرها الإلكتروني في الهند عام 2020، ثم افتتح الرئيس التنفيذي تيم كوك في عام 2023 أول متجرين فعليين لها، أحدهما في المركز المالي مومباي والآخر في العاصمة نيودلهي. ومنذ ذلك الحين، وسعت “أبل” شبكتها للبيع بالتجزئة وأضافت المزيد من الموزعين المتميزين.
اقرأ أيضاً: إلى أي مدى قد تقضم رسوم ترمب من تفاحة “أبل”؟
وتبقى الضرائب المرتفعة عاملاً رئيسياً وراء ارتفاع أسعار هواتف “أيفون” في الهند، إذ يبلغ سعر الطراز الأساسي من “أيفون 16” نحو 79900 روبية (906.39 دولار) مُقارنةً بـ799 دولاراً في الولايات المتحدة. وللتغلب على هذا التحدي، تقدم الشركة عروضاً تشمل خصومات للطلاب، وبرامج استبدال للأجهزة القديمة، إلى جانب شراكات مع البنوك لتقديم حسومات عبر بطاقات الائتمان، وهي إجراءات أسهمت في تحفيز المبيعات. وقد أكد كوك باستمرار أن الهند تُعد من أسرع الأسواق نمواً بالنسبة للشركة.
التصنيع في الهند
أصبحت الهند ركناً أساسياً في استراتيجية التصنيع لدى “أبل”، حيث يتم إنتاج هاتف من كل خمسة هواتف “أيفون” داخل البلاد. ويعتزم كوك جعل الهند قاعدة رئيسية لتوريد الأجهزة المخصصة للسوق الأميركية. وفي هذا السياق، تعمل الشركة على توسيع إنتاج “أيفون” عبر خمسة مصانع في الهند، من بينها مصنعان افتتحا مؤخراً، ضمن خطتها لتقليص اعتمادها على الصين، بحسب ما أفادت به “بلومبرغ نيوز” سابقاً.
المصدر : الشرق بلومبرج