فى ظل الارتفاع الملحوظ فى الإصابات الموسمية بالأمراض الفيروسية، جدّدت وزارة الصحة والسكان تحذيراتها بشأن خطورة الأنفلونزا، خاصة بين طلاب المدارس والجامعات، داعية أولياء الأمور والطلاب إلى ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية والحصول على اللقاح السنوى باعتباره خط الدفاع الأول ضد الفيروس.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، أن تجاهل الإجراءات الوقائية يُعد السبب الأبرز فى زيادة انتشار العدوى خلال هذا الموسم، موضحًا أن الالتزام بـ النظافة الشخصية، وتطهير الأسطح، والحصول على اللقاح، وعزل المريض عند ظهور الأعراض، يمثل أكثر الوسائل فعالية للحد من انتقال الفيروس، بل ويتجاوز تأثيره أى إجراءات أخرى قد يُعتقد أنها توفر حماية كافية.
وأضاف عبدالغفار، خلال لقائه ببرنامج «حديث القاهرة» مع الإعلامية كريمة عوض على شاشة «القاهرة والناس»، أن مصر شهدت تراجعًا كبيرًا فى معدلات الإصابة بالأنفلونزا بنسبة وصلت إلى 99% خلال الفترة من 2019 حتى 2021، وذلك نتيجة الإجراءات الاحترازية المشددة التى اتُّخذت خلال جائحة كورونا، وفترات الإغلاق، وارتفاع مستويات الوعى المجتمعى آنذاك.
وأشار إلى أن الإصابة المتتابعة بعدة فيروسات أمر طبيعى وشائع، خاصة مع العودة إلى نمط الحياة الطبيعى بعد انتهاء حالة الطوارئ الوبائية، موضحًا أن الجهاز المناعى لدى الأفراد سيعود تدريجيًا إلى طبيعته مع إعادة التعرض للموسميات الفيروسية المعتادة التى توقفت خلال كورونا لفترة طويلة.
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة على أن الأنفلونزا ليست مرضًا بسيطًا كما يظن البعض، إذ قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الالتهاب الرئوى والهبوط التنفسى والوفاة لدى بعض الفئات، خصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل وطلاب المدارس الذين يختلطون يوميًا داخل الفصول المغلقة.
أهمية لقاح الأنفلونزا
وأوضح أن لقاح الأنفلونزا يقلل بشكل كبير من شدة الأعراض، ويساهم فى حماية المجتمع عبر خفض انتقال العدوى وتقليل الحاجة إلى دخول المستشفيات، داعيًا أولياء الأمور إلى عدم التهاون فى توفير التطعيم لأبنائهم، خاصة فى ظل توافر اللقاح بجميع مراكز الوزارة ووحداتها الصحية.
وأكد أن الوزارة مستمرة فى تنفيذ حملات توعية داخل المدارس والجامعات لرفع وعى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بطرق الوقاية، مع التشديد على المدارس بضرورة عزل أى طالب تظهر عليه الأعراض، ومتابعة نظافة الفصول ودورات المياه، لضمان بيئة تعليمية أكثر أمانًا خلال فصل الشتاء.
واختتم عبدالغفار تصريحاته بالتأكيد على أن مواجهة الأمراض الموسمية تتطلب وعى المجتمع والتزامه، مؤكدًا أن الوقاية المبكرة والتطعيم يظلان الوسيلة الأكثر أمانًا وفاعلية لتقليل المخاطر وحماية الفئات الأضعف من مضاعفات الأنفلونزا.
المصدر : تحيا مصر
