تحمّل محمد صلاح هداف ليفربول أغلب الانتقادات بعد فترة من تراجع النتائج والأداء في الأسابيع الأخيرة، لكنه لم يكن كبش الفداء هذه المرة بعد الخسارة 3-0 أمام نوتنغهام فورست في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم السبت.
وخسر ليفربول للمرة السادسة في 7 مباريات بالدوري الإنجليزي، ليستمر الانهيار المفاجئ لحامل اللقب، ويكتب سلسلة من الأرقام السلبية، ويتحول الضغط بشكل أكبر نحو المدرب آرني سلوت، بعدما أنفق النادي ببذخ في فترة الانتقالات الصيفية، دون أن يترك اللاعبون الجدد بصمة تُذكر.
وكتب إيدي غيبس، الإعلامي المتخصص في أخبار ليفربول، عبر موقع AnfieldIndex في انتقاد لاذع لسلوت: “يبدو ليفربول وكأنه فريق يبحث عن نفسه على خريطة بلا طرق، وكلما طال أمد هذا الوضع، أصبح من الواضح أن سلوت لم يمنحهم الأدوات اللازمة للتكيف، بغض النظر عما تقوله اللافتات”.
وأضاف: “الكثير من اللاعبين الكبار لا يقدمون إلا القليل. إبراهيما كوناتي يلعب بتساهل يُضعف من شأن الآخرين. رايان غرينبيرخ يتجنب اللحظات الحاسمة. كودي غاكبو يقدم أداء متذبذباً في المباريات، وصلاح يحمل عبء الإبداع وحده، والمهاجمون يُتركون يطاردون الفراغ، لأن خط الإمداد مقطوع قبل أن يصل إليهم. هذا ليس المعيار الذي بنى عليه ليفربول هويته”.
وتابع: “يحتاج ليفربول إلى توجيه، وهدف، ومدير فني قادر على منح اللاعبين طريقة لتحويل خريطة من دون طرق إلى نظام ملاحة متكامل. الآن تحت قيادة سلوت، جميع الإطارات الأربعة متضررة، وهم يمسكون برافعة العجلات”.
وأصبح ليفربول يقبع في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتل المركز 11 برصيد 18 نقطة، وبفارق 8 نقاط عن أرسنال الذي يستطيع زيادة الفارق عندما يواجه توتنهام هوتسبير.
أجواء الهزيمة خيمت على أنفيلد.. وللصبر حدود
يعتقد جيمس بيرس المتخصص في أخبار ليفربول عبر موقع The Athletic أنه لا مجال للاعتقاد بأن الصبر الطويل سيمتد بشكل أبدي.
وكتب بيرس: “خيمت أجواء الهزيمة في أنفيلد. كان يمكن استشعار ذلك في الملعب منذ اللحظة التي عاقب فيها موريلو لاعب فورست الدفاع المتواضع لكي يسجل الهدف الأول. استسلم ليفربول وتقبل مصيره. كان من الممكن استشعار ذلك في المدرجات حيث سادت أجواء صمت رهيبة قبل أن يغادر المشجعون بأعداد هائلة عندما أصبحت النتيجة 3-0”.
وأضاف: ” لم يكن هناك أي احتجاج صريح على سلوت. لا يزال المدرب الهولندي يتمتع بثقة كافية بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، ولم تظهر أي دعوات جدية للتغيير بعد سلسلة من 6 هزائم في 7 مباريات بالدوري”.
وتابع: “لكن حالة القلق السائدة داخل أنفيلد كانت بمثابة تحذير لسلوت بأن للصبر حدود. الوقت يمر وهو يُكافح لتصحيح ما حدث بشكل مُقلق”.
سلوت مدرب ليفربول تحت ضغط كبير
ذكرت BBC أن سلوت “بات تحت ضغط كبير” حيث أن الهزائم الست الأخيرة تمثل نفس العدد الذي تعرض له ليفربول في 58 مباراة سابقة، كما خسر في آخر مباراتين على أرضه، وهو نفس عدد الهزائم بمعقله في 53 مباراة، ما يعكس الانهيار السريع.
وقال مارتن كيوين مدافع إنجلترا السابق: “لا أعرف إن كانت هذه كارثة. إنها مشكلة كبيرة للمدرب أن يخسر 6 من 7 مباريات بدون شك. الآن الأمور بدأت تتجه نحو آرني سلوت”.
وأضاف: “ورث فريق يورغن كلوب وحاول التطوير وإجراء تغييرات لكنه أنفق 450 مليون إسترليني على الصفقات الجديدة، والآن يسير إلى الخلف”.
وانضم ألكسندر إيزاك إلى ليفربول من نيوكاسل يونايتد هذا الصيف في صفقة قياسية للنادي، لكنه ظهر مرة أخرى كظل للاعب الذي صال وجال في شباك المنافسين الموسم الماضي وكان ثاني هدافي المسابقة خلف صلاح.
وخرج إيزاك برقم قياسي سلبي لم يتحقق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أصبح أول لاعب على الإطلاق يخسر أول 4 مباريات يبدأها مع ليفربول.
وربما كان فلوريان فيرتز، المنضم من باير ليفركوزن في صفقة ضخمة هذا الصيف، محظوظاً بالغياب عن مواجهة فورست بسبب الإصابة.
ولم ينجح فيرتز، أحد أبرز المواهب في كرة القدم الأوروبية، في ترك أي بصمة مع ليفربول في الدوري الإنجليزي حيث لم يسجل أو يصنع أي هدف، كما بات من المعتاد حتى عند إشراكه أن يكون من أول تبديلات المدرب سلوت.
كيف نجا “الملك المصري” من نصيب الأسد من الانتقادات؟
على عكس الفترة السابقة، لم يكن صلاح صاحب نصيب الأسد من الانتقادات، فربما أدرك البعض أنه لا يتحمل المسؤولية وحده، وربما بسبب احتفاله بخوض 300 مباراة مع ليفربول في “البريميرليغ”.
واهتم البعض بهذا الرقم الاستثنائي مع توضيح إحصاءات الملك المصري، حيث نجح خلال 300 مباراة في تسجيل 188 هدفاً وصناعة 89 هدفاً في رقم مذهل وضعه ضمن أساطير النادي.
ولم يظهر صلاح بكل تأكيد بنفس المستوى الذي اعتاد عليه في الموسم الماضي وجعله يقود ليفربول لحصد لقب الدوري الإنجليزي بجدارة وحصل هو نفسه على جائزتي الهداف وأفضل لاعب.
لكن مع ذلك حاول صلاح واستمر في الملعب حتى النهاية، في إشارة إلى أن المدرب سلوت لم يكن غاضباً من أدائه في الملعب، بل وكان قريباً من المساهمة في التسجيل في أكثر من مناسبة، منها تمريرة رائعة لزميله ميلوش كيركيز الذي أطاح بالكرة بغرابة.
المصدر : الشرق رياضة
