في لحظة تُشبه انتقال الأحلام من الورق إلى الواقع، خرجت تصريحات جديدة تكشف ملامح مستقبل الطاقة في مصر. مستقبلٌ تتقاطع فيه التكنولوجيا النووية المتقدمة مع طموح دولة تبحث عن مكان
مشروع الضبعة النووي أصبح اليوم واحدًا من النماذج العالمية في معايير الأمان
أكثر استقرارًا في خريطة الطاقة العالمية. تصريحات وزير الكهرباء لم تكن مجرد شرح تقني، بل كانت إعلانًا واضحًا عن تحول كبير يُعاد رسمه في الضبعة، حيث تتشكل واحدة من أكثر محطات الطاقة أمانًا وحداثة في العالم، مدعومة بخبرة روسية وإصرار مصري على امتلاك المعرفة.
المفاعل مزود بأنظمة حماية متقدمة تعمل تلقائيًا في حال تعطّل أي جزء من المنظومة
قال الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن مشروع الضبعة النووي أصبح اليوم واحدًا من النماذج العالمية في معايير الأمان، موضحًا أن المفاعل مزود بأنظمة حماية متقدمة تعمل تلقائيًا في حال تعطّل أي جزء من المنظومة، ما يجعل حدوث أي تسريب أو مشكلة بيئية أمرًا شبه معدوم.
وخلال مداخلة تلفزيونية، أوضح الوزير أن مصر تمتلك خبرة طويلة في تشغيل المفاعلات البحثية مثل مفاعل “أنشاص” المستخدم في المجال الطبي، لكن محطة الضبعة تمثل نقلة مختلفة لأنها تعتمد على أحدث تقنيات التشغيل النووي المعتمدة عالميًا، بما يرفع كفاءة الإنتاج ويضمن أعلى معدلات السلامة.
وأشار عصمت إلى أن الاتفاقيات الجديدة التي تم توقيعها مع الجانب الروسي تتضمن حزمة واسعة من مجالات نقل الخبرة، تتراوح بين ستة وسبعة أنشطة تقنية، أبرزها التعاون في تصميم وتصنيع المفاعلات الصغيرة العائمة التي تصلح للاستخدام في المناطق النائية والمناجم.
ووصف هذه التكنولوجيا بأنها مستقبل الطاقة اللامركزية في العالم، خاصة مع تزايد الطلب على مصادر موثوقة منخفضة الانبعاثات، وتشمل الاتفاقيات كذلك التعاون في مجال تصنيع البطاريات وتطوير حلول تخزين الطاقة.
المولدات الخاصة بالمحطة يجري تصنيعها بالفعل
وكشف الوزير أن المولدات الخاصة بالمحطة يجري تصنيعها بالفعل، ومن المخطط أن تكتمل قبل عام 2027، على أن تتم المراحل الأولى من التشغيل بإشراف روسي مباشر، قبل أن تنتقل الإدارة تدريجيًا إلى الخبرات المصرية. وأكد أن العقود المبرمة تضمن 12 عامًا من الدعم الفني و9 أعوام من الربط التقني، بحيث تعتمد مصر بشكل شبه كامل على كوادرها الوطنية بعد العام الأول من التشغيل.
كما تطرق إلى مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، مؤكدًا أنه وصل إلى نسبة تنفيذ 98% وبقدرة تصل إلى 3 جيجاوات، وهو ما سيعزز استقرار الشبكات بين البلدين ويعد أحد أهم المشروعات الإقليمية المشتركة في قطاع الطاقة.
المصدر : تحيا مصر
