شرح رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز للأعضاء، خططه لتحويل ملكية النادي من أجل حمايته من “أعداء يريدون الاستيلاء على أصولنا”.
جاء ذلك بعدما أقرّ أعضاء ريال مدريد أرقام السنة المالية 2024-2025، ميزانية السنة المالية 2025-2026 ورسوم العضوية لموسم 2026-2027.
الأعضاء وافقوا على أرقام السنة المالية 2024-2025، بغالبية 1734 صوتاً مؤيداً، و3 أصوات معارضة وامتناع 7 أعضاء عن التصويت، أي أن نسبة الموافقة بلغت 99.4%.
كذلك وافق الأعضاء على ميزانية السنة المالية 2025-2026، بغالبية 1728 صوتاً مؤيداً، 5 أصوات معارضة وامتناع 8 أعضاء عن التصويت، أي أن نسبة الموافقة بلغت 99%.
“أكاذيب كثيرة من المصدر ذاته والنية ذاتها”
فلورنتينو تحدث عن “إصلاح قانوني مُقترح”، مشدداً على “أهميته وتداعياته”، ومشيراً إلى أنه سيُناقش خلال جمعية عامة استثنائية للأعضاء المندوبين، قبل تنظيم “استفتاء عام ليتمكّن جميع الأعضاء من التعبير عن آرائهم”.
وأضاف: “قرأت بعض الأمور السخيفة. أنني سأترك رئاسة ريال مدريد خلال عام، أنني أريد امتلاك النادي، أو أن النادي سيصبح ملكاً لمؤسّسة، وهذا ما يُعادل القول إننا سننتزعه من ملّاكه، الأعضاء. أو أن هذا الإصلاح سيُكلّف الأعضاء أموالاً، أو أننا نفعل ذلك لأننا بحاجة إلى المال، بينما يدرك الجميع أننا أغنى نادٍ في العالم، وأن ما نريده هو البقاء على هذا النحو وحماية أصولنا. كل هذا هراء”.
وتابع: “قرأت أيضاً أن مجلس الإدارة منقسم بشأن هذا الإصلاح. أؤكد لكم أن جميع أعضاء هذا المجلس يؤيّدونه بالإجماع، لأننا كنا دائماً متحدين وندرك تماماً التهديدات التي نواجهها”.
وزاد: “حتى أنني قرأت أن (الإصلاح) سيُقرّ من دون استفتاء، في حين أنني أعلنت خلال هذه الجمعية قبل عام أن الأمر لن يكون كذلك أبداً. أكاذيب كثيرة، من المصدر ذاته والنية ذاتها. لكنكم لا تجهلون ذلك ولا يفاجئكم. هذه الهجمات ليست سوى محاولة طفولية لزعزعة استقرار النادي، من خلال معاملة الأعضاء بوصفهم حمقى”.
حماية ريال مدريد وتعزيز قيمته
فلورنتينو شدّد على أن “نموذج جمعيتنا، المكوّن من 100 ألف عضو، يجمعهم تقليد هو بالضبط سرّ النجاح الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم”.
وأضاف: “أثق بشكل راسخ بضرورة الحفاظ على هيكل جمعيتنا وتعزيزه للمستقبل، من خلال إصلاح النظام الأساسي. لماذا نريد إصلاح النظام الأساسي للنادي، وما الذي يترتب على هذا الإصلاح؟”.
وتابع: “سأتحدث باختصار، لأن هذا ليس بنداً آخر على جدول أعمال هذه الجمعية العامة العادية. هذا الأمر يستحق شرحاً خلال جمعية عامة استثنائية، سنعقدها في أقرب وقت ممكن. ثمة سببان جوهريان للإصلاح: حماية النادي من هجمات خارجية وداخلية على أصولنا، وتعزيز قيمته لنكون جميعاً على دراية بالكنز الذي نملكه نحن الأعضاء”.
وزاد: “قضيت سنوات أشرح لكم أن النادي يواجه أعداء يريدون الاستيلاء على أصولنا، كما حدث في أندية أخرى. قوتنا الاقتصادية والمؤسّسية، القائمة على وحدة جميع أعضائنا، تشكّل عائقاً أمام خططهم. ولهذا السبب نتعرّض لهجماتهم باستمرار”.
“ضمان استقلالية ريال مدريد واستقراره”
فلورنتينو أعرب عن “خشيته من أن أعضاء كثيرين في ريال مدريد لا يدركون حتى أنهم الملاك الماليون للنادي”، مضيفاً: “ربما لأنني عندما (ترأسته) عام 2000، كان النادي مُفلساً تقنياً. وفي كل مرة نتعرّض فيها لهجوم، مثل الذي ذكرته، لا يعاني ريال مدريد وحده، بل يعاني جميع أعضائه المئة ألف. يجب أن نعي أننا جميعاً مالكو ريال مدريد. ومع هذا الإصلاح، سنكون (الملاك) بشكل أكبر”.
وتابع: “لهذا الغرض، سأقترح أن يُعترف بالأعضاء الحاليين الـ100 ألف، بوصفهم مالكين حقيقيين للنادي، وأن يُحدّد عدد الأعضاء للمستقبل. بهذا الضمان، لن يتمكّن أحد من النيل من مكانتنا كملاك، أو الإخلال بالتوازن الذي يضمن استقلالية ريال مدريد واستقراره. نحن، أعضاء اليوم، سنتحمّل مسؤولية الحفاظ على ثقافة قيمنا وضمان استمرار نادينا في قيادة كرة القدم العالمية لأجيال عديدة”.
“قيمة ملموسة وحقيقية لعضوية ريال مدريد”
فلورنتينو شرح “إمكانية قبول عضو جديد لدى وفاة عضو، مع إعطاء الأولوية دائماً لأبناء الأعضاء وأحفادهم، حفاظاً على تقاليد العائلة والروح التي جعلت نادينا عظيماً”.
وأضاف: “سيحتفظ جميع الأعضاء الحاليين بكل حقوقهم، كما سينالون حقوقاً مالية جديدة لا نملكها حالياً. بموجب النظام الأساسي الحالي، لدى وفاتنا، لا نترك أي حقوق مالية لورثتنا”.
وتابع: “لن يكون امتلاك بطاقة عضوية ريال مدريد مجرد مسألة عاطفية، بل ستكون له قيمة ملموسة وحقيقية. وبالطبع، سنواصل الحفاظ على هيكل جمعيتنا الحالي: جمعية المندوبين بصلاحياتها، ونظام انتخاب الرئيس ومجلس الإدارة. كما سيبقى نظام التذاكر الموسمية الحالي كما هو”.
وزاد: “نريد أن يصمد هيكلنا التاريخي أمام تحديات المستقبل، ونحتاج، أكثر من أي وقت، إلى أن يكون جميع أعضائنا الـ100 ألف، حماة فاعلين لأصولنا. خلال هذه الأشهر، فكّرتُ بعمق في كيفية تعزيز شعورنا بالملكية الجماعية وكيفية إظهار قيمة ريال مدريد بوضوح. والخلاصة واضحة: سنبقى نادياً للأعضاء، ولكن علينا إنشاء شركة فرعية يحتفظ الأعضاء المئة ألف لريال مدريد دوماً بالسيطرة المطلقة عليها”.
وقال: “بناءً على ذلك، يمكن لهذه الشركة الفرعية ببساطة دمج حصة أقلية، على سبيل المثال، بقيمة 5%، لا تتجاوز إطلاقاً 10%، من مستثمر واحد أو أكثر، ملتزمين بشكل بعيد المدى ومستعدين للمساهمة بمواردهم الخاصة”.
إدخال “شريك استراتيجي لن يتملّك ريال مدريد”
وسأل رئيس ريال مدريد: “لماذا نتخذ هذه الخطوة؟ لأنها أوضح وأقوى طريقة لتقييم نادينا. إن استعداد شخص لاستثمار مبالغ طائلة في مقابل حصة رمزية، هو أكبر دليل على قيمة ريال مدريد. وفي الوقت ذاته، تضمن هذه الحصة المحدودة أن تبقى السيطرة دوماً على النادي وحوكمته وجوهره، في أيدي أعضائنا ومندوبينا ومجلس إدارتنا”.
وأضاف: “على هذا المستثمر أو هؤلاء المستثمرين احترام قيمنا، والمساهمة في نموّ النادي، ومساعدتنا في حماية أصولنا من هجمات خارجية. وإذا رغبوا في نقل حصتهم، فسيكون لريال مدريد دائماً الحق في استردادها. باختصار، سيكونون شريكاً استراتيجياً، لا مالكاً أبداً”.
وتابع: “هذه الخطوة تضمن استمرار تاريخنا لمئة عام مقبلة. وكما أجرينا عام 2000 إصلاحاً للنادي مكّننا من الانتقال من وضع حرج جداً إلى قيادة عالمية، علينا اليوم أن نبدأ مرحلة جديدة ترسّخ مكانتنا بوصفنا أكثر الأندية قيمة وتأثيراً وإثارة للإعجاب في القرن الحادي والعشرين”.
وشدد على أن ريال مدريد “لا يمكن، تحت أي ظرف، أن يقع في أيدي أي شخص”، وزاد: “لدينا كنز بين أيدينا، وواجبنا الجماعي هو حمايته مع التمسّك بقيمنا. بهذه الخطوة المُحكمة والشفافة، والخاضعة لقرار جميع الأعضاء بحرية من خلال استفتاء، سنبقى كما كنا دوماً: أفضل نادٍ في العالم، والمثال الذي يطمح الجميع إلى اتباعه”.
المصدر : الشرق رياضة
