100 ألف عنوان في مهرجان العين للكتاب

100 ألف عنوان في مهرجان العين للكتاب

تحت رعاية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بمنطقة العين، انطلقت فعاليات مهرجان العين للكتاب تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في سكوير العين باستاد هزاع بن زايد، و يستمر حتى 30 نوفمبر الجاري.

ويشكل المهرجان عرساً ثقافيا تجتمع فيه مختلف فئات المجتمع وزوار المدينة، حيث يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية التي تشكل في مجملها تجربة ثقافية متكاملة للزوار الذين يتجولون بين العديد من الأجنحة لدور نشر ومكتبات رصت على أرففها العديد من العناوين والإصدارات الجديدة التي يزيد عددها عن 100 ألف عنوان في مختلف حقول المعرفة وهو ما يسهم في تعزيز مكانة المهرجان كوجهة ثقافية رائدة على مستوى الدولة والمنطقة.

*حرفة وفن

اجتذبت الزاوية المخصصة لصناعة الفخار زوار المهرجان، حيث يقوم من خلالها المواطن سعيد الشحي بتشكيل مجسمات وأدوات من الفخار أمام الجمهور مباشرة، ويقدم خلال ذلك شرحاً مفصلاً عن هذه الحرفة التي تمتزج بقالب الفن والتي مارسها الأجداد، موضحاً أهمية المحافظة عليها ونقلها للأجيال من خلال الفعاليات الثقافية المختلفة.

حرص المهرجان على مواصلة تقديم برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة»، ضمن فعالياته، مستثمراً النجاح الكبير الذي حققه البرنامج في دوراته السابقة، من خلال استقطابه جمهوراً كبيراً شغوفاً بالشعر الشعبي وفنون التراث، ما يعكس عشقه لتراثه وتمسكّه بالهوية الوطنية.

ويقدم هذا العام باقة متنوعة من الجلسات التي تتناول القصائد الشعبية، والمغناة، لنخبة من الشعراء المشاركين، والمؤدين للفنون التراثية، مع جلسات حوارية تتناول قضايا الشعر، والتراث، والمجتمع، تماشياً مع إعلان قيادة دولة الإمارات العام 2025 عاماً للمجتمع.

وخصص البرنامج ثلاث ليال، لثلاثة من كبار الشعراء الشعبيين الإماراتيين، الذين أخلصوا للشعر والتراث الشعبي، وتركوا بصمات خالدة في مجاله، لتكريمهم من خلال جلسات تتأمل في سيرتهم الذاتية، ومسيرتهم الإبداعية، وتغوص في تجاربهم الشعرية الغنائية، ما يخلّد ذكراهم، ويحافظ على الأدب الشعبي في دولة الإمارات.

ويستهل البرنامج؛ الذي يقام في «قصر المويجعي»، جلسات الاستذكار والتكريم بجلسة تسلط الضوء على مسيرة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أحد أبرز الرموز الذين خدموا التراث والشعر الشعبي، وتركوا بصمات خالدة في حفظ التراث وتوثيقه، وتعزيز حضور الشعر في الوعي المجتمعي. وفيها يحاور الإعلامي أحمد بن خلف البدواوي، كل من الشاعر محمد الشريف، والشاعر سلطان بن خليف الطنيجي، والباحث محمد سيف الرميثي، بمشاركة المطرب خالد محمد، والفنان الإيقاعي عبدالله البلوشي.

وفي الليلة الثانية تتناول الجلسة مسيرة الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الشاعر المجدد الذي تميز بحس وطني وإنساني، وبعمق تأثير شعره وجمال مفرداته، لتسليط الضوء على تجربته الشعرية وأثره الثقافي في المجتمع الإماراتي، أما الليلة الثالثة فتتناول في جلسة خاصة مسيرة الشاعر حمد بن سهيل الكتبي، رحمه الله، أحد أبرز شعراء العين، وصاحب أشهر القصائد المغناة، والذي ترك أرشيفاً رائعاً من الأغنيات التي شدت بها نخبة من نجوم الغناء في الإمارات، والخليج والعالم العربي.

ويحتفي البرنامج في رابع لياليه بأبرز شعراء العين الذين تغنوا بسحر طبيعتها وواحاتها الغناء، عبر جلسة «من نبض المجتمع إلى نبض القصيد: العين بلسان شعرائها». تتناول الحديث عن جذور الشعر الشعبي «النبطي» وتطوره في مدينة العين.

*أصوات شعبية

تستقبل ليالي البرنامج باقة رائعة من الأصوات الشعبية الإماراتية، التي يتعانق فيها الشعر مع فنون الأداء، على مدار عدة جلسات، كل جلسة يستمتع فيها الحضور بأنماط فنية موغلة في القدم، وتسكن وجدان الإنسان الإماراتي حيث تستضيف جلسة «أصوات من التراث»، كل من الشعراء، محمد بن عزيز الشحي، وخالد خلفان بن نعمان الكعبي، ومرشان بن نعمان الكعبي.

وتعقبها جلسة حول «أعمدة شعر الرزفة»، لإلقاء الضوء على مجموعة من الشعراء الإماراتيين الذين برزوا في فن الرزفة، وتقام في آخر ليلة من البرنامج جلستين متتاليتين، الأولى بعنوان «شعراء المستقبل»، والتي من خلالها سيت إستضافة عدد من الأطفال الموهوبين، الذين أظهروا اهتماماً بالشعر الشعبي «النبطي»، وتتناول الجلسة الثانية «الشعر والمجتمع»، دور الشعر في نقل القيم والعادات الأصيلة، وتأثيره في أبناء المجتمع، واستعراض نماذج شعرية، عبّر فيها الشعراء عن أهمية الأخلاق الأصيلة، لبناء مجتمع متعاون ومترابط.

المصدر : صحيفة الخليج