كيف لعب دان دريسكول دوراً كمفاوض في جهود إنهاء حرب أوكرانيا؟

كيف لعب دان دريسكول دوراً كمفاوض في جهود إنهاء حرب أوكرانيا؟

برز اسم وزير الجيش الأميركي دان دريسكول مؤخراً بوصفه مفاوضاً رئيسياً ضمن فريق إدارة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ انتقل من كونه صديق لنائب الرئيس جيه دي فانس إلى الجلوس مع مسؤولين روس في الإمارات، مُترئساً المرحلة الأخيرة من المحادثات بشأن اتفاقٍ مُحتمل لوقف الأزمة المستمرة منذ نحو 3 سنوات، حسبما أفادت به وكالة “أسوشيتد برس”.

ويبدو أن ترمب يعتقد أن جهود دريسكول تسير على ما يُرام، إذ كتب الثلاثاء: “على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام هذه، وجهتُ مبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيلتقي وزير الجيش دان دريسكول بالأوكرانيين”. 

وأضاف: “إنها مهمة غير متوقعة لقائد مدني رفيع المستوى في الجيش، والذي تولى المنصب في فبراير الماضي عن عمر يناهز 38 عاماً. ركزت جلسة استماع مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه على كيفية تحديث الجيش لأنظمته، وتحسين عملية التجنيد، وتعزيز القاعدة الصناعية العسكرية، وليس على الدبلوماسية الدولية”.

وكانت خطة ترمب المكونة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، والتي كشف عنها موقع “أكسيوس” الأسبوع الماضي، مفاجئة للمسؤولين الأميركيين في مختلف مستويات الإدارة الأميركية وأثارت بلبلة في السفارات لدى واشنطن والعواصم الأوروبية.

“تعيين غير متوقع”

وقال مسؤول أميركي لـ”أسوشيتد برس”، إن دريسكول “لم يعلم بدوره الجديد كمفاوض إلا قبل أسبوع تقريباً من جلوسه على الطاولة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن دريسكول كان يخطط دائماً لزيارة أوكرانيا، لكن الرحلة كانت تهدف إلى معرفة المزيد عن كيفية استخدام جيشها للطائرات المسيرة في الحرب، وليس للتفاوض على السلام.

وأضاف أنه “بعد تعيين دريسكول ممثلاً خاصاً من قبل البيت الأبيض، سافر أولاً إلى أوروبا لعقد إحاطات إعلامية قبل توجهه إلى أوكرانيا. هناك، صافح دريسكول زيلينسكي، وأعرب عن إعجابه بالجنود الأوكرانيين”، قائلاً إنه “حتى القوات الأميركية الأكثر خبرة في القتال لم تضطر أبداً للدفاع عن وطنها”.

وقال دريسكول لزيلينسكي الأسبوع الماضي: “عندما ننظر نحن في الجيش، ونرى مدى نجاحكم، يكون الأمر رائعاً”، مشيراً إلى أن الزعيم الأوكراني تحدث لمدة ساعة تقريباً الجمعة الماضي، مع فانس ودريسكول بشأن المقترح الأميركي للسلام في أوكرانيا.

ويبدو أن أداء دريسكول في أوكرانيا قد أتى بثماره، لأنه انضم من هناك إلى وزير الخارجية ماركو روبيو وويتكوف وغيرهما من كبار المفاوضين في جنيف، لمناقشة التغييرات في الخطة مع الأوكرانيين قبل السفر إلى أبو ظبي للتفاوض مع الروس. 

وتابع: “المفاوضات مع موسكو كانت احتمالاً وارداً قبل أسبوع واحد فقط”.

ويرى بعض الخبراء إن دور دريسكول في المفاوضات يعد “خطوة غير تقليدية” من إدارة ترمب قد تؤتي ثمارها أو لا.

وقال ماكس بيرجمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “أعتقد أن ما يُفيد هذه الإدارة هو استعدادها لطرح الأفكار وتجربة أشياء جديدة”. 

وأضاف: “بصراحة، لم أسمع عن دان دريسكول في المحادثات بين أوكرانيا وروسيا على الإطلاق”، موضحاً أن قيمة دريسكول تكمن في صلته بنائب الرئيس جيه دي فانس. 

وقال بيرجمان، الذي شغل مناصب في وزارة الخارجية خلال إدارة الرئيس باراك أوباما: “هناك ما يُقال عن وجود شخص يُرجّح أنه يُراسل نائب الرئيس، وبالتالي يتمتع بنفوذ سياسي”.

ويعرف دريسكول فانس منذ دراستهما في كلية الحقوق بجامعة ييل، وشغل سابقاً منصب مستشاره، ما منح وزير الجيش اتصالاً مباشراً بإدارة ترمب، ونفوذاً أكبر خلال المفاوضات.

وقال دانيال فريد، سفير الولايات المتحدة السابق في بولندا، إن دريسكول “قادر على التغلب على نقص الخبرة، إذا كان لديه من يُقدم له المشورة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثقة الإدارة بدريسكول تُعدّ ميزةً بارزة”.

وأضاف: “لا نريد أن يكون لدينا شخص يتوصل إلى اتفاق مصالحة مع الأوكرانيين أو الروس، ولا يتمتع بثقة المستويات العليا في إدارة ترمب”.

طموحات دريسكول كسياسي

ولم تُشر سيرة دريسكول الذاتية إلى أنه سيكون مفاوضاً أميركياً بارزاً يسعى لإنهاء أطول حرب في أوروبا منذ عام 1945، مع أنه كان يطمح إلى أن يكون سياسياً.

وصرّح دريسكول لأعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة تأكيد تعيينه أنه “انضم إلى الجيش كطالب من الطبقة المتوسطة في مدرسة عامة من جبال نورث كارولاينا”، مشيراً إلى أن والده كان جندي مشاة في الجيش خلال حرب فيتنام، وأن جده كان مُفككاً للرموز العسكرية في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال في بيانه الافتتاحي: “الأهم من ذلك، أنوي أن أكون أمين سرّ جنود الجيش، وليس أمين سرّ الجنرالات أو البيروقراطية. فالجندي الأميركي هو من يُعهد إليه بدفاعنا الوطني وازدهارنا”.

والتحق دريسكول بجامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، ودرس بكلية إدارة الأعمال فيها، وتخرج منها في 3 سنوات، وفقاً لملفه الشخصي على موقع الجامعة الإلكتروني، كما خدم في الجيش كضابط مدرعات لأكثر من 3 سنوات، وحصل على رتبة ملازم أول. خدم في العراق من أكتوبر 2009 إلى يوليو 2010.

وبعد تخرجه من كلية الحقوق، عمل دريسكول في شركات رأس مال استثماري، وترشح دون جدوى في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لمقعد في الكونجرس عن ولاية نورث كارولاينا عام 2020، وحصل على حوالي 8% من الأصوات في منافسة حامية.

المصدر : الشرق