حماية الطفل التزام أخلاقي وواجب فوق كل اعتبار

حماية الطفل التزام أخلاقي وواجب فوق كل اعتبار

ريد السويدي

شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، أمس، انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من منتدى سلامة الطفل 2025، بحضور معالي سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة، والذي يقام تحت شعار «نصون براءتهم»، وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وسط حضور واسع، ضم قيادات مؤسسات الأسرة والطفولة، وخبراء محليين ودوليين في مجالات علم النفس والتربية والحماية الرقمية، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات التعليمية والاجتماعية، وحضور كثيف من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن الأسري.

حماية الطفل

وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «إنّ حماية الطفل ليست خياراً اجتماعياً، بل أمانة والتزام أخلاقي، وواجب يرتقي فوق كل اعتبار.وأوصي كل أب وأم بأن يقضوا وقتاً نوعياً مع أبنائهم، أصغوا لمشاعرهم، وشاركوهم عالمهم، واطمئنّوا عليهم، وتحدّثوا معهم، وانصحوهم ووجّهوهم. فوجودكم القريب، هو ما يمنح الطفل ثقته بنفسه وأمانه الداخلي، ويجعله قادراً على مواجهة ما حوله دون خوف أو ارتباك

. ولو كان قلبي يسع الجميع، فتظل قلوبكم صمّام أمانهم». وأضافت سموّها: «نؤمن أن الوقاية تبدأ من قلب الأسرة، وأن قربكم من أطفالكم هو الحماية الأعمق والأصدق. فكونوا لهم السند الذي يعودون إليه، والعين التي ترى ما لا يستطيعون التعبير عنه. فكل لحظة تقضونها معهم، هي استثمار في سلامتِهم ومستقبلهم».

بيئة آمنة

واستناداً إلى رؤية إمارة الشارقة في تعزيز مكانتها كبيئة آمنة وشاملة، أكدت سموها: «إن إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اعتماد إمارة الشارقة رسمياً مدينة صديقة للطفل والعائلة، يأتي امتداداً لمسيرة طويلة من العمل المتواصل، الذي بدأته الإمارة منذ خمسينيات القرن الماضي، والهادف إلى ترسيخ منظومة اجتماعية داعمة للأسرة، وإلى بناء مجتمع يضع الطفل ورفاه الأسرة في قلب خططه التنموية».

وشهدت سموها والحضور الجلسة الافتتاحية من المنتدى، التي تحمل عنوان «العالم يتسلل إلى بيوتنا.. من يربي أطفالنا؟»، وتحدث فيها كل من الدكتور محمد الكعبي رئيس دائرة القضاء في إمارة الشارقة، والدكتورة هند البدواوي مستشارة نفسية واختصاصية حماية الطفل في نيابة الأسرة والطفل بدائرة القضاء بأبوظبي، والأستاذة موزة الشومي نائب رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل، والدكتور خليل الزيود مستشار أسري، فيما يُدير الحوار المحامي أحمد الزرعوني.

وتناولت الجلسة الثانية بعنوان «الخوف من المجتمع: هكذا يصبح الصمت عدواً»، كيف يمكن للخوف من أحكام الآخرين أن يمنع الطفل من التعبير عمّا يمر به من ضغوط أو إساءات. وأكدت الجلسة على أهمية توفير بيئة أسرية آمنة، تُشجّع الطفل على الحديث، وتعزّز ثقته بنفسه، وتمنحه مساحة للتعبير دون تردد، إلى جانب دور المجتمع في تخفيف الوصمة المرتبطة بالمشكلات السلوكية والنفسية لدى الأطفال.

شخصية الطفل

وأما الجلسة الثالثة بعنوان «آباء يصنعون الفرق عبر الأجيال»، فركزت على الدور المحوري للآباء في تشكيل شخصية الطفل عبر الأجيال، وعلى تأثير الحضور الأبوي في بناء الأمان العاطفي والثقة لدى الأبناء. كما تطرقت إلى أهمية القدوة في السلوك اليومي، والتوازن بين الحزم والرحمة، ودور التواصل الأسري في تعزيز الروابط وبناء بيئة مستقرة. وناقشت الجلسة كيفية سد الفجوة الرقمية بين الآباء والأبناء، لضمان فهم أفضل للعالم الذي يعيش فيه الطفل.

كما اطّلعت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على الفعاليات المصاحبة للمنتدى، ومن أبرزها «غرفة المشاعر»، التي تهدف إلى منح الحضور تجربة حسّية تحاكي عالم الطفل الداخلي، عبر مواقف صوتية وتفاعلية، تُظهر تأثير الحب والاحتواء، وتأثيرات الإساءة أو الإهمال، وكذلك، ليعيش الحضور ما قد يشعر به الطفل في مواقف مختلفة، ويستوعب حجم الأثر النفسي الذي قد لا يستطيع الطفل التعبير عنه.

إلى جانب «منصة القانون»، التي تستعرض التشريعات الوطنية المتعلقة بحقوق وحماية الطفل، وتتيح للحضور كتابة مقترحات قانونية، يرون ضرورتها لتعزيز منظومة الحماية، في خطوة تهدف إلى إشراك المجتمع في بلورة رؤى مستقبلية أكثر أماناً للأطفال.

المصدر : البيان