قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الخميس، إن فريقي التفاوض الأوكراني والأميركي سيجتمعان قريباً، مضيفاً أن كييف ستركز على خطوات محددة في مقترحات السلام، فيما تواصلت عاصفة سياسية قوية في واشنطن إثر تسريب مكالمة المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف مع يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الخطة.
وأضاف في سيبيها مؤتمر صحافي “توقعاتنا هي نتائج ملموسة. نتائج ملموسة حتى يتسنى إحراز تقدم… من المهم للغاية بالنسبة لنا، وأثبتت أوكرانيا ذلك مراراً، التوصل إلى هدنة”.
ويأتي ذلك، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية الخميس، إن القوات تقدمت في مدينة بوكروفسك الأوكرانية الواقعة في منطقة دونيتسك، وسيطرت على قرية فاسيوكيفكا الواقعة بنفس المنطقة، في استمرار للتقدم الروسي.
وفي واشنطن، وجّه عدد من الجمهوريين في الكونجرس انتقادات لاذعة للبيت الأبيض بسبب خطة السلام المقترحة، واعتبروا أنها تصب في صالح روسيا، وهي خطوة نادرة لحزب أيد بشدة جميع مبادرات الرئيس دونالد ترمب تقريباً.
وعبر مؤيدو أوكرانيا عن قلقهم من أن إطار العمل المكون 28 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والذي وردت تقارير بشأنه لأول مرة الأسبوع الماضي، يعني أن إدارة ترمب قد تدفع كييف إلى توقيع اتفاق سلام يميل بشدة نحو موسكو.
وقال السيناتور الجمهوري روجر ويكر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في بيان الجمعة “ما تسمى ’خطة السلام‘ هذه تنطوي على مشكلات حقيقية، وأنا متشكك للغاية في أنها ستحقق السلام”.
“لا نثق في ويتكوف”
وتصاعدت هذه المخاوف، بعدما نشرت “بلومبرغ”، الثلاثاء، تسريباً لنص مكالمة بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون السياسية، في 14 أكتوبر، وقال فيها ويتكوف إن عليهما العمل معاً على خطة لوقف إطلاق النار وإن على بوتين طرحها على ترمب، وأبدى فيها النصح للكرملين بشأن إقناع ترمب بالخطة.
وبالنسبة لمعارضي الغزو الروسي الذين يريدون أن تكون أوكرانيا دولة ذات سيادة ومتمتعة بحكم ديمقراطي، من الواضح أن ويتكوف يفضل الروس بشكل كامل.
وكتب النائب الجمهوري دون بيكون على إكس “لا يمكن الوثوق به لقيادة هذه المفاوضات. هل يمكن لعميل روسي مدفوع الأجر أن يفعل غير هذا؟ يجب إقالته”.
وفي حين أن الحزب الجمهوري لا يزال يدعم ترمب بأغلبية ساحقة، فإن انتقادات المشرعين الجمهوريين لا يمكن تجاهلها بالنظر إلى الانتكاسات الأخيرة للرئيس، بما في ذلك انتصارات الديمقراطيين في انتخابات هذا الشهر ودعم الكونجرس للإفراج عن ملفات وزارة العدل المتعلقة بالمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين.
ودعا النائب الجمهوري براين فيتزباتريك إلى تغيير النهج، واصفاً مكالمة ويتكوف بأنها “مشكلة كبيرة. وأحد الأسباب العديدة التي تظهر ضرورة وقف هذه الأمور الجانبية السخيفة والاجتماعات السرية”.
وأشار السيناتور ميتش ماكونيل الزعيم الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ إلى حاجة ترمب إلى مستشارين جدد. وقال في بيان إن “مكافأة المجزرة الروسية ستكون كارثية على مصالح أميركا”.
مقاومة من دائرة ترمب
وتصدى أعضاء من الدائرة المقربة من ترمب لهؤلاء المشرعين، فقد اتهم نائب الرئيس جيه.دي فانس، وهو سيناتور جمهوري سابق انتقد المساعدات لأوكرانيا، ماكونيل بشن “هجوم سخيف” على خطة إنهاء الحرب.
وقال نجل الرئيس، دونالد ترمب جونيور، على وسائل التواصل الاجتماعي إن ماكونيل “مجرد شخص يشعر بالغيرة ويهاجم والدي”.
لكن محللين يرون أن الانتقادات من أعضاء الحزب الجمهوري إلى جانب الرياح السياسية المعاكسة في الآونة الأخيرة، يمكن أن تشير إلى مشكلة أكبر بالنسبة لإدارة ترمب.
وقال سكوت أندرسون الزميل في دراسات الحكم في معهد بروكينجز “كل هذا يشير إلى أنه أكثر ضعفاً من الناحية السياسية مقارنة مع ما بدا عليه خلال الأشهر التسعة أو العشرة الماضية”.
ومع استطلاعات الرأي التي تظهر أن معظم الأميركيين يرغبون في دعم أوكرانيا في قتالها ضد الروس، سيركز الجمهوريون على الأرجح على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 عندما تكون السيطرة على الكونجرس على المحك، وسيتعين على عدد من المرشحين الجمهوريين في السباقات المتقاربة أن يجذبوا الناخبين المستقلين.
وجاءت بعض أقوى الانتقادات من جمهوريين مثل بيكون وماكونيل، وهما لن يخوضا السباق لإعادة انتخابهما، لكن أندرسون قال إنهما يقولان علناً ما يردده آخرون في الأحاديث الخاصة.
المصدر : الشرق
