تجبر قيود التصدير الصينية الشركات الأوروبية على إعادة التفكير في طريقة عملها بعد أن فرضت تكاليف إضافية قد تتجاوز 250 مليون يورو (290 مليون دولار) في حالة إحدى الشركات، وفقاً لاستطلاع.
كشف الاستطلاع، الذي نُشر يوم الإثنين من قبل غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، أن شركة أخرى قدّرت أن هذه القيود ستؤدي إلى تكاليف إضافية تعادل نحو 20% من إجمالي إيراداتها العالمية لعام 2025.
شركات أوروبية تخطط لتغيير سلاسل التوريد
قال نحو ثلث الشركات الأوروبية العاملة في البلاد إنها تخطط لتحويل سلسلة التوريد بعيداً عن الصين نتيجة لهذه السياسات، وذلك بحسب الاستطلاع الذي أُجري بين 6 و24 نوفمبر.
كبير مبعوثي أوروبا: هناك فرصة لإصلاح العلاقات مع الصين.. التفاصيل هنا
تُظهر هذه التداعيات مدى هشاشة الشركات الأوروبية أمام الاضطرابات في تدفق المواد الخام الحيوية والتكنولوجيا من الصين. كما تُسلّط الضوء على تكلفة القيود التي فرضتها الصين على موارد مثل العناصر الأرضية النادرة، والتي جاءت كرد فعل على الرسوم الجمركية وقيود أخرى خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
غرفة التجارة الأوروبية تطالب بآلية ترخيص مستقرة
ورغم أن الصين علّقت مؤقتاً فرض قيود جديدة واسعة النطاق على تصدير حتى الكميات الضئيلة من بعض العناصر الأرضية النادرة كجزء من الهدنة التجارية مع الولايات المتحدة، فلا يزال الجانبين يتفاوضان على شروط التراخيص العامة. وقد فاتتهما بالفعل المهلة المحددة لإنهاء تلك المحادثات قبل عيد الشكر.
قال ستيفان بيرنهارت، نائب رئيس غرفة التجارة الأوروبية: “استحداث آلية ترخيص عامة في المستقبل القريب من شأنه أن يوفر الاستقرار والقدرة على التنبؤ التي تشتد الحاجة إليهما، وقد يُسهم في الحد من تدهور ثقة الشركات الناتج عن قيود التصدير هذه”.
الصين تقيد تصدير المعادن ونقل البيانات الحساسة
ورغم أن القيود المفروضة على العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحيوية تُعد الأبرز ضمن قيود التصدير التي تفرضها بكين، فإن الصين تقيّد أيضاً نقل البيانات الحساسة إلى خارج حدودها، إلى جانب صادرات بعض الأنواع من الرقائق.
تُعد ألمانيا أكبر مشترٍ منفرد لمغناطيسات العناصر الأرضية النادرة المُصدّرة من الصين. وبينما تعافت الكميات المتجهة إلى الولايات المتحدة في أكتوبر لتسجّل أعلى مستوى لها منذ يناير، تراجعت الشحنات إلى ألمانيا للشهر الثاني على التوالي بعد أن بلغت مستوى قياسياً في أغسطس، وذلك وفقاً لأحدث بيانات الجمارك الصينية المُعلنة.
اقرأ المزيد: الصين تدافع عن قيود المعادن النادرة وتقدّم مبادرات للدول “الصديقة”
النتائج المتعلقة بخطط الشركات لتحويل سلسلة التوريد بعيداً عن الصين لم تُحدّد أين أو كيف ستُنفّذ هذه الخطط، نظراً لقبضة بكين المحكمة على عمليات استخراج ومعالجة العناصر الأرضية النادرة.
شركات أوروبية تتحفظ على متطلبات الإفصاح الصينية
ووفقاً لما ذكرته الغرفة، قال نحو 11% من المشاركين في الاستطلاع إن لديهم مخاوف بشأن متطلبات الإفصاح عن المعلومات ضمن طلباتهم، والتي يرون أنها تشمل ملكية فكرية حساسة.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن المفوضية الأوروبية تمتلك منصة إلكترونية تتيح للشركات تسجيل طلبات تراخيص التصدير، وتتبع إجراءات التخليص الجمركي، والإبلاغ عن أي مشكلات تواجهها خلال العملية. ومع ذلك، أفاد التقرير بأن 18 مشاركاً فقط استخدموا هذه الأداة.
وشارك ما مجموعه 131 عضواً في الغرفة في الاستطلاع، قال 75 منهم إنهم تأثروا بقيود التصدير الصينية.
المصدر : الشرق بلومبرج
