في ذكرى ميلاده.. كواليس إطلاق لقب الأستاذ على فؤاد المهندس

بمناسبة ذكرى ميلاد فؤاد المهندس، يتجدد الحديث عن سبب تلقيبه بـ«الأستاذ»، وهو اللقب الذي التصق باسمه طوال مسيرته الفنية وحتى بعد رحيله، ليصبح جزءًا من صورته لدى الجمهور والنقاد وزملاء الوسط الفني.

من لقب فؤاد المهندس بلقب الأستاذ ؟

وفي لقاء سابق رصده موقع تحيا مصر قال الناقد الفني محيي إبراهيم عن السبب وراء تلقيب فؤاد المهندس بلقب الأستاذ: جمال عبد الناصر هو اللي سماه الأستاذ.. بعد حرب 67 الحالة كانت في غاية الكآبة والإنسان وهو مكتئب مش بيقدر ينتج فاتصل بحسني الحديدي مدير الإذاعة وقاله أنا عايز الأستاذ فؤاد المهندس فورا يعمل عمل إذاعي يخرج المصريين من حالة الكآبة لأن المصريين كلهم بيحبوه، وبعدها فؤاد المهندس عمل شنبو في المصيدة وبعده أنت اللي قتلت بابايا وبعد كدا عملوا سيدتي الجميلة.

لقب الأستاذ

كما أن نشأة فؤاد المهندس داخل بيت علمي وثقافي لعبت دورًا أساسيًا في ترسيخ معنى «الأستاذ» في شخصيته، فوالده كان أستاذًا في كلية دار العلوم، وكان للبيت أثر في تشكيل وعيه المبكر باللغة والثقافة والجدية، وهو ما انعكس لاحقًا على أسلوبه الفني وحضوره المسرحي. هذه الخلفية العلمية جعلت شخصيته قريبة من صورة المعلم أو المربي، حتى وهو يمارس الكوميديا.

كما لعبت أعماله الإذاعية دورًا مهمًا في تعزيز هذا اللقب، فبرنامجه الشهير «كلمتين وبس» الذي قدّمه لسنوات طويلة عبر الإذاعة المصرية، لم يكن مجرد مادة كوميدية، بل كان مساحة للتوعية والنقد الاجتماعي، حيث استخدم لغة بسيطة قريبة من الناس لكنها تحمل فكرًا ووعيًا، الأمر الذي جعله يبدو وكأنه «الأستاذ» الذي يوجه المجتمع من خلال الميكروفون، بنفس الجدية التي كان يظهر بها على خشبة المسرح.

نصيحة عمر الشريف لـ فؤاد المهندس

ومن المواقف التي أثّرت بعمق في شخصيته الفنية وجعلته أكثر وعيًا بصورته العامة، نصيحة صديقه المقرب الفنان العالمي عمر الشريف، فقد كشف المهندس في إحدى مقابلاته أن الشريف قال له يومًا: «يا فؤاد، انت فنان كبير، مينفعش حد يشوفك عند الترزي ويبقى زيك زيه، لازم ظهورك يبقى بحساب». 

هذه الكلمات تركت أثرًا بالغًا عليه، فقرر منذ ذلك اليوم ألا يقوم ببعض الأمور البسيطة بنفسه، مثل الذهاب إلى الترزي أو مصلح الأحذية، وأسند تلك المهام إلى مساعديه، كذلك قلّل من مشاركته في الحفلات العامة، ليحافظ على صورة الفنان الذي لا يظهر إلا في الوقت المناسب، وقد ساعدته هذه النصيحة على بناء هالة من الاحترام والهيبة، وهو ما رسّخ أكثر فأكثر لقبه كـ«الأستاذ».