بنك إنجلترا: طفرة الذكاء الاصطناعي الممولة بالديون مهددة

بنك إنجلترا: طفرة الذكاء الاصطناعي الممولة بالديون مهددة

حذر بنك إنجلترا من أن طفرة الإنفاق التي تصل إلى تريليونات الدولارات على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية والمموّلة بالديون قد تتفكك، في ظل “الارتفاع المبالغ فيه” في تقييمات الأسهم.

قال البنك المركزي البريطاني يوم الثلاثاء إن أي تصحيح في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي قد يمتد إلى أسواق الدين بشكل أوسع، مشيراً إلى مؤشرات إنذار مبكر تظهر في مقايضات التخلف عن السداد الخاصة بالشركات التي تعتمد على الديون لتمويل استثماراتها.

أوضح البنك أنه رغم أن الاستثمارات الحالية في التكنولوجيا تعتمد بشكل رئيسي على السيولة التي تحتفظ بها الشركات العملاقة السحابية، فإن نحو نصف الإنفاق المتوقع على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة، والبالغ نحو 5 تريليونات دولار، سيُموَّل من مصادر خارجية، معظمها عبر الديون.

ماذا سيحدث لو انفجرت فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

في تقريره نصف السنوي عن الاستقرار المالي، قال بنك إنجلترا إن أي هبوط حاد في تقييمات الأسهم قد يضر بثروة الأسر في المملكة  المتحدة ويؤثر على إنفاق المستهلكين. كما قد يتسبب بخسائر في القروض الممنوحة للشركات التي تستثمر بكثافة في بنية الذكاء الاصطناعي، ما يزيد تكاليف الاقتراض على الشركات بشكل أوسع.

ويُعد هذا أحدث تحذير بشأن احتمال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي، حيث يقارن بعض المراقبين الوضع بفقاعة الدوت كوم التي انفجرت في الأسواق المالية مطلع الألفية. 

اقرأ أيضاً : كيف تتفاعل طفرة أسهم الذكاء الاصطناعي؟

لكن ورغم تزايد المخاوف من وصول التقييمات إلى مستويات غير عقلانية، تواصل الشركات ضخ استثمارات ضخمة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، مثل التوسع في إنشاء مراكز البيانات اللازمة لتشغيل هذه التكنولوجيا.

الذكاء الاصطناعي ونمو الاقتصاد الأميركي

 يقدّر بنك إنجلترا أن الذكاء الاصطناعي قاد ثلثي مكاسب مؤشر ” إس آند بي 500″ هذا العام، وأن الاستثمار في هذه التقنية شكّل نصف نمو الاقتصاد الأميركي خلال النصف الأول من 2025.

أضاف البنك أن “تمويل تطوير الذكاء الاصطناعي يقترب من نقطة تحول مهمة”

 وتابع: ” إذا حدثت خسائر ائتمانية كبيرة في إقراض قطاع الذكاء الاصطناعي، بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد تمتد آثارها إلى أوضاع الائتمان على نطاق أوسع، بما في ذلك في المملكة المتحدة”. 

اقرأ أيضاً : ما هي فقاعة الذكاء الاصطناعي؟ المفهوم وأبرز المؤشرات على تضخم السوق

زيادة ديون شركات الذكاء الاصطناعي

أشار البنك المركزي إلى زيادة إصدار ديون الشركات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي مؤخراً، مشيراً إلى تبلور بعض بوادر التحذير.

 وأوضح “هوامش مقايضات التخلف عن السداد لأجل خمس سنوات الخاصة بـ “أوراكل”- وهي شركة ذكاء اصطناعي بهوامش تدفق نقدي حر أقل من بعض الشركات العملاقة الأخرى، وأصدرت قدراً كبيراً من الديون هذا العام لتمويل إنفاقها على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي- اتسعت من أقل من 40 نقطة أساس إلى نحو 120 نقطة أساس منذ نهاية يوليو”. 

وهذا يتناقض مع ثبات هوامش مقايضات التخلف عن السداد للشركات الأميركية ذات التصنيف الاستثماري على نطاق أوسع. تُستخدم مقايضات التخلف عن السداد كأداة لتأمين المستثمرين ضد تعثر الشركات في سداد ديونها.

مؤشر لمخاطر الذكاء الاصطناعي

برزت شركة “أوراكل”، عملاق قواعد البيانات والحوسبة السحابية وعميل رئيسي لشركة “إنفيديا”، كمؤشر على مخاطر الذكاء الاصطناعي، حيث زاد إقبال المتشككين على شراء مقايضات التخلف عن السداد الخاصة بها كتحوّط ضد انهيار محتمل، مع توقع ارتفاع أسعار هذه المشتقات وسط تراجع حماس المستثمرين تجاه قطاع التكنولوجيا. 

اقرأ أيضاً : لماذا “إنفيديا” ملكة رقائق الذكاء الاصطناعي؟

 وتُعد “إنفيديا” الشركة الأعلى قيمة في العالم برأسمالي سوق يبلغ 4.37 تريليون دولار. ويعود ارتفاع سعر سهمها إلى الطلب القوي على رقاقاتها المستخدمة في تشغيل أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدماً.

 وقد أبرمت الشركة صفقات بمليارات الدولارات خلال العام الماضي لدعم عملائها وشركائها وحتى منافستها “إنتل”. وقد أثارت هذه الشراكات مخاوف من فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ أدت إلى تضخيم السوق وربط مصير عدة شركات ببعضها البعض.

المصدر : الشرق بلومبرج