الصين تزيد وارداتها من النفط الإيراني بعد منح حصص استيراد جديدة

الصين تزيد وارداتها من النفط الإيراني بعد منح حصص استيراد جديدة

تعزز شركات التكرير المستقلة في الصين وارداتها من الخام الإيراني، سواء من الخزانات البرية أو من السفن المنتظرة قبالة السواحل، وذلك بعد أن أصدرت بكين جولة جديدة من حصص الاستيراد في أواخر الشهر الماضي.

بدأت عدة شركات للتكرير في إقليم شاندونغ هذا الأسبوع بسحب الخام من مخازن جمركية في الموانئ والمصافي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الموضوع. وأشار الأشخاص إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الشحنات جرى شراؤه قبل إصدار الحصة الجديدة.

تهيمن شركات التكرير الخاصة في الصين، التي تُسمى “أباريق الشاي”، نسبة لتصميماتها، على مشتريات البلاد من الخام الإيراني والروسي، وهما مصدران أقل سعراً من الدرجات الأخرى.

اقرأ أيضاً : إيران تستهدف تشغيل مشاريع نفطية بقيمة 3.7 مليار يورو

تراجع المشتريات بسبب العقوبات

 لكن هذه الشركات اضطرت إلى خفض مشترياتها في الربع الرابع بعد استنفاد حصصها وتأثرها بالعقوبات. تدير بكين نظام حصص تتحكم من خلاله في كمية النفط التي يمكن للمصافي غير المملوكة للدولة استيرادها.

مع ذلك، من المتوقع أن تبقى الطلبات من المصافي الصغيرة المستقلة ضعيفة حتى نهاية العام، جزئياً بسبب هوامش الربحية المنخفضة في التكرير، حسب شركة “فورتكسا” (Vortexa).

 وقالت إيما لي، كبيرة محللي السوق الصينية لدى الشركة، إن ذلك يعني أن “الخام الخاضع للعقوبات قد يستمر في البقاء على متن الناقلات في البحر”.

توزيع الحصص الصينية للمصافي المستقلة

عادة ما تقدم السلطات الصينية توجيهات بشأن الحصة السنوية الإجمالية، لكنها لا تكشف عادة عن تفاصيل الدفعات الموزعة على مدى العام التي تشكل الرقم الإجمالي النهائي. وبحسب محللين، حصلت نحو 20 مصفاة صغيرة مستقلة على ما بين 7 و8 ملايين طن في أحدث جولة تخصيص.

أظهرت بيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ” أن ناقلتي نفط عملاقتين، كانتا تحملان النفط الإيراني وراسيتين قبالة السواحل الصينية، قد فرغتا حمولتيهما هذا الأسبوع في موانئ صينية مختلفة. أفرغت إحدى السفينتين، المسجلة تحت علم بنما وتحمل اسم “إيل غاب”، نحو مليوني برميل من النفط في ميناء ريتشاو.

لم ترد الشركة المشغلة للسفينة “إيفرسيل شيب سيرفيسز” (Eversail Ship Services) ومقرها مومباي، ولا مالكتها “كريستال بلو سكاي” (Crystal Blue Sky) المسجلة في جزر مارشال، على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب التعليق.  ولم تُدرج أي منهما ضمن قوائم العقوبات الغربية.

ارتفعت كميات الخام الإيراني المحتجزة على متن الناقلات إلى أكثر من 54 مليون برميل هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى في نحو عامين ونصف، وفق بيانات “كبلر”. 

الصين أكبر مستهلك للنفط الإيراني

تُعد الصين أكبر مشتري للنفط الخاضع للعقوبات من إيران، وهي عضو في منظمة أوبك. وارتفعت صادرات طهران مؤخراً بأسرع وتيرة لها منذ سنوات. ونظراً لقلة المشترين المحتملين، يجب أن يُعرض النفط الإيراني بأسعار منخفضة.

عُرضت بعض الشحنات من الخام الإيراني الخفيف هذا الأسبوع بخصم يتراوح بين 8 و9 دولارات للبرميل مقارنةً بعقود “برنت” في بورصة “إنتركونتيننتال” مقابل نحو 4 دولارات في أغسطس، حسب تجار. كما أدى تشديد العقوبات على روسيا إلى خفض أسعار البراميل.

اقرأ أيضاً : ترمب: بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط الإيراني

استنفدت العديد من المصافي الصينية حصصها بوتيرة أسرع من المعتاد هذا العام، بسبب تشديد النظام الضريبي على المواد البديلة مثل زيت الوقود. 

ومنذ عام 2024، تتلقى المصافي حصصها السنوية بالكامل مقدماً لتسهيل التخطيط، لكن هذا النظام يجعلها غالباً في وضع العجز عن الحصص قبل نهاية العام بفترة طويلة.

المصدر : الشرق بلومبرج