خفضت شركة “إيرباص” (Airbus SE) هدفها لتسليم الطائرات في عام 2025 بعد اكتشاف أعطال في التصنيع في طائرتها الأكثر مبيعاً من طراز “A320″، وهي أعطال تتطلب عمليات فحص إضافية، في انتكاسة تُبرز اعتماد الشركة على شبكة موردين لا تزال غير مستقرة.
تهدف الشركة الآن إلى تسليم نحو 790 طائرة العام الجاري، أي أقل بـ30 طائرة من هدفها الأصلي. قالت “إيرباص” إنها تُعيد النظر في الهدف بسبب “مشكلة جودة حديثة من أحد الموردين في ألواح جسم الطائرة تؤثر على وتيرة تسليم طائرات عائلة “A320″، إلا أن الشركة ثبتت أهدافها المالية.
فترة صعبة لـ”إيرباص”
جاء هذا الإعلان بعد أيام صعبة مرّت بها “إيرباص” وأثّرت بشدّة على سهمها. ففي وقت متأخر من يوم الجمعة، دعت الشركة إلى مراجعة عاجلة للبرمجيات لأسطول يضم نحو 6 آلاف طائرة من طراز “A320” بعد اكتشاف خلل محتمل في طريقة تفاعل الحواسيب مع أنظمة التحكم في الطيران.
ثم يوم الإثنين، كشفت “إيرباص” عن مشكلة في جودة بعض ألواح جسم الطائرة نفسها، ما أجبرها على إجراء فحوصات شاقة لأكثر من 600 وحدة، سواء كانت تعمل بالفعل أو في مراحل مختلفة من الإنتاج.
اقرأ المزيد: ضربة جديدة.. “إيرباص” تكتشف ثغرات في ألواح هيكل طائرة “A320”
قال المحلل ددلي شانلي: “كان من الواضح منذ فترة أن وتيرة التسريع المطلوبة للوصول إلى الهدف الأصلي كانت مرتفعة للغاية”.
“إيرباص” تخفض هدف التسليمات للعام الثاني
للعام الثاني على التوالي تُجبر “إيرباص” على خفض هدفها لتسليم الطائرات، وهو مؤشر يحظى بمتابعة دقيقة لأنه يمنح المستثمرين رؤية حول صحة سلسلة التوريد وعمليات التصنيع. ففي العام الماضي، خفّضت “إيرباص” هدفها في منتصف العام بنحو 30 طائرة ليصل إلى حوالي 770 طائرة، ونجحت الشركة في نهاية المطاف بتحقيق ذلك الهدف. أما العام الحالي، فقد كان الهدف الأصلي 820 طائرة، وهو ما أكدته “إيرباص” حتى أواخر أكتوبر الماضي.
ارتفع سهم “إيرباص” بما يصل إلى 2.1% في التعاملات الصباحية في باريس، بعدما تلقى المستثمرون بعض الارتياح من حفاظ الشركة على أهدافها المالية الرئيسية لهذا العام.
اقرأ أيضاً: “إيرباص” أمام تحدٍ كبير لتحقيق مستهدف التسليمات في 2025
وبعد اكتشاف الألواح الخارجة عن المواصفات، تُجري الشركة فحصاً لجميع الطائرات المتأثرة، إلا أنها أبلغت المشترين بأن “جزءاً كبيراً” من تلك الألواح من المتوقع أن يكون مطابقاً للمواصفات. وقد تم توفير هذه الألواح من قبل شركة “سوفيتيك آيرو” (Sofitec Aero SL) المورّدة ومقرها إشبيلية في إسبانيا.
النقص في سلاسل التوريد يضغط على “إيرباص”
وجّهت الضربتان المتتاليتان الأسبوع الجاري صدمة للمستثمرين، وتسببتا في أسوأ يوم تداول لشركة “إيرباص” منذ أبريل. وكانت “إيرباص”، إلى جانب منافستها “بوينغ”، تواجه أصلاً نقصاً في سلاسل التوريد الخاصة بالمحركات، وهياكل الطائرات، وتجهيزات المقصورات، ما أعاق وتيرة التسليمات.
يعادل خفض عدد الطائرات بمقدار 30 طائرة أقل من نصف إنتاج شهر واحد. وقد لجأت “إيرباص” إلى تصنيع ما يُعرف بـ”الطائرات الشراعية” – وهي طائرات من دون محركات – بعد أن واجه الموردون صعوبات في توفير المعدات اللازمة. إلى جانب النقص في مستلزمات أخرى، يعني ذلك أن بعض الطائرات باتت شبه مكتملة في خطوط التجميع النهائية في أماكن مثل تولوز أو هامبورغ، لكنها لا تزال غير جاهزة للتسليم إلى العملاء.
إيرباص تُثبت أهدافها المالية
ثبتت “إيرباص” توجيهاتها المالية، ولا تزال تستهدف أرباحاً معدّلة قبل الفوائد والضرائب عند حوالي 7 مليارات يورو، وتدفقات نقدية حرة قبل تمويل تسهيلات العملاء بنحو 4.5 مليار يورو.
قال توني فرنانديز، مؤسس “إير آسيا”، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” بتاريخ 2 ديسمبر: “ضغوط النتائج الفصلية، وأحياناً ضغوط المنافسة، ربما تؤدي إلى تراجع في الجودة بشكل طفيف… إنها بمثابة تحذير جيد للجميع”.
وتعد شركته من أكبر عملاء “إيرباص” للطائرات ذات الممر الواحد.
أيضاً، واجهت الشركة المصنّعة للطائرات مشكلات تتعلق بمحركات طائراتها الأحدث من طراز “A320 نيو”، التي تعمل بمحركات من شركة “برات آند ويتني” التابعة لـ”آر تي إكس” (RTX Corp)، ما أجبر مئات الطائرات على الخروج من الخدمة مؤقتاً لإجراء أعمال الصيانة.
المصدر : الشرق بلومبرج
