في لحظة صادمة قلبت فرحة المنافسة إلى حزن عارم، رحل الطفل يوسف محمد، لاعب السباحة الموهوب، خلال مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة تحت 12 سنة، بعدما توقفت عضلة قلبه داخل المسبح في واقعة هزّت الأوساط الرياضية وأثارت موجة من التساؤلات والغضب حول إجراءات السلامة في المنافسات الخاصة بالأطفال.
تفاصيل اللحظات الأخيرة في السباق
بدأت البطولة كأي يوم رياضي مليء بالحماس، وقدم يوسف محمد أداءً لافتاً أبهر الحضور، متقدماً على منافسيه بثبات حتى وصل إلى الأمتار الأخيرة من السباق، حيث كان يحتل المركز الثاني بفارق ضئيل عن المتصدر، لكن فجأة تحولت الصورة إلى مأساة بعدما فقد وعيه داخل حوض السباحة وبدأ يغرق دون أن ينتبه المشرفون أو فرق الطوارئ إلى ما يحدث، قبل أن يسارع أحد المنافسين إلى محاولة إنقاذه في مشهد مؤلم يعكس غياب الجاهزية والرقابة في لحظة يفترض أن تكون آمنة.
محاولات إنعاش انتهت بفاجعة
وبحسب التقرير الطبي، تم انتشال يوسف محمد ونقله بسرعة إلى المستشفى، حيث حاول الأطباء إجراء أربع محاولات إنعاش متتالية لإنقاذ حياته، إلا أن عضلة القلب كانت قد توقفت بشكل كامل، لتنتهي الرحلة القصيرة للبطل الصغير نهاية مأساوية أصابت أسرته وزملاءه وكل من عرف موهبته بحزن شديد لا توصفه الكلمات.
أسئلة السلامة والمسؤولية تتصدر المشهد
أعادت الواقعة إشعال النقاش حول مدى جاهزية بطولات السباحة الخاصة بالأطفال، من حيث وجود أطقم طبية مدرّبة، وفرق إنقاذ يقظة، وتطبيق صارم لبروتوكولات الإسعاف السريع، حيث انتقد الكثيرون غياب التدخل الفوري من المشرفين، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات حول احتمالية تفادي ما حدث لو كانت إجراءات السلامة مطبقة بالشكل الأمثل.
وفي استجابة عاجلة، طلبت وزارة الشباب والرياضة من الاتحاد المصري للسباحة تقديم تقرير مفصل بشأن ملابسات الواقعة، كما أصدر الوزير قراراً بتشكيل لجنة فنية وطبية لمراجعة كل بروتوكولات السلامة في البطولات والمراكز والأندية، والتحقيق في مدى الالتزام بالكود الطبي الذي ينظم المنافسات الرياضية، بما يضمن حماية الأطفال قبل أي شيء آخر.
حزن عميق وحداد رسمي
أعلن نادي الزهور والاتحاد المصري للسباحة حالة حداد لمدة ثلاثة أيام على روح يوسف، تعبيراً عن الحزن العميق لرحيل لاعب كان ينتظره مستقبل مشرق، بينما عمّت حالة من الصدمة بين زملائه ومدربيه الذين اعتبروا رحيله خسارة موجعة للرياضة المصرية في سن مبكرة للغاية.
رحمة ووداع
رحم الله يوسف محمد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأحباءه الصبر والسلوان، لتبقى قصته جرس إنذار يدعو إلى حماية الأطفال الرياضيين وتوفير أعلى درجات السلامة في كل البطولات.
المصدر : تحيا مصر
