يتوجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى بروكسل، الجمعة، في محاولة لإقناع القيادة البلجيكية بدعم قرض تعويضات بقيمة 165 مليار يورو لأوكرانيا، باستخدام القيمة المالية للأصول الروسية المجمّدة والمحتفظ بها على الأراضي البلجيكية.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية لمجلة “بوليتيكو”، الخميس: “سيسافر المستشار فريدريش ميرتس إلى بلجيكا غداً مساءً لحضور عشاء عمل مع رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين”.
وألغى ميرتس خططه للسفر إلى أوسلو من أجل التوجه إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي، بعد أن اقترحت المفوضية حزمة مالية لدعم دفاعات أوكرانيا ضد القوات الروسية. ويُعتبر عامل الوقت حاسماً، إذ يُتوقع أن تنفد خزينة كييف خلال أبريل من العام المقبل.
تحفظات بلجيكية
يواصل دي ويفر معارضة المبادرة، إذ يقع الجزء الأكبر من الأصول تحت إدارة مؤسسة الحفظ المالي “يوروكلير” التي تتخذ من بروكسل مقراً لها. ويخشى رئيس الوزراء البلجيكي أن ترد روسيا ضد بلاده داخلياً وخارجياً، ويطالب بضمانات مالية صارمة من عواصم الاتحاد الأوروبي قبل أن يفكر في دعم مقترح المفوضية.
كما أنه يريد ليس فقط ضمانات كبيرة تُصرف فوراً عند الحاجة، بل يطالب كذلك بأن تُعامل المؤسسات المالية الأخرى داخل الاتحاد الأوروبي التي تحتفظ بأصول روسية بالمعايير الصارمة نفسها المفروضة على “يوروكلير”.
ويخشى البلجيكيون أيضاً من سيل من الدعاوى التي قد يرفعها محامو الكرملين ضد الحكومة و”يوروكلير”، استناداً إلى معاهدة استثمار ثنائية وقعتها بلجيكا مع الاتحاد السوفيتي عام 1989. وهدّد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف مراراً باللجوء لهذه المعاهدة.
وكتب ميدفيديف الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي: “إذا قام الاتحاد الأوروبي المجنون بسرقة الأصول الروسية المجمّدة لقرض التعويضات، فقد نعتبر ذلك سبباً للحرب، مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات على بروكسل وحلفائها.”
وأضاف مهدداً بأن الأموال “قد تُسترد كتعويضات فعلية تُدفع من قِبل أعداء روسيا الساقطين”.
المفوضية تقلّل من المخاطر
قللت المفوضية الأوروبية مراراً من شأن المخاطر القانونية التي تخشاها بلجيكا، لكنها لا تستطيع التقدم بالخطة من دون دعم دي ويفر. وبدأ دبلوماسيون بالفعل بمراجعة النص القانوني الصادر عن المفوضية بهدف تهدئة المخاوف البلجيكية قبل 18 ديسمبر، فيما يحاول ميرتس القيام بدوره.
وكتب المستشار الألماني في مقال بصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”: “أتفهم تماماً أن الحكومة البلجيكية، التي توجد داخل أراضيها نسبة كبيرة من الأصول المجمّدة، لا يمكنها الاعتماد على التعهدات السياسية وحدها”.
وأضاف: “يجب أن تبدأ هذه المناقشات فوراً وأن تُختتم بسرعة”.
ومن المقرر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي المبادرة في بروكسل في 18 ديسمبر. وفشل التوصل لاتفاق قد يجبر حكومات التكتل على استخدام أموال دافعي الضرائب لضمان بقاء أوكرانيا.
المصدر : الشرق
