«تدوير» توسع حملتها للتوعية البيئية في 13 مدرسة بالدولة

«تدوير» توسع حملتها للتوعية البيئية في 13 مدرسة بالدولة

في خطوة تعكس التزاماً وطنياً متجدداً تجاه نشر ثقافة الاستدامة أطلقت مجموعة «تدوير» حملة موسعة للتوعية بإدارة النفايات والممارسات البيئية المستدامة، تستهدف 13 مدرسة حكومية وخاصة في مختلف إمارات الدولة، والتي انطلقت خلال الفترة من 19 إلى 28 نوفمبر، بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد 54، وتمثل هذه الحملة امتداداً لقيم الاتحاد المرتكزة على الانتماء والمسؤولية المشتركة، كما تنسجم مع أهداف عام المجتمع 2025 الهادفة إلى تعزيز مشاركة مختلف الفئات في بناء مستقبل مستدام.

وجاءت الحملة هذا العام بحلة جديدة أكثر شمولاً من النسخة السابقة، التي اقتصرت على 9 مدارس فقط، حيث تم توسيع نطاق المشاركة، لتشمل مدارس حكومية وخاصة، إلى جانب مدرسة إسبانية ومدارس لأصحاب الهمم، مع تكييف الأنشطة، بما يناسب احتياجات كل فئة من الطلبة، لضمان وصول الرسالة البيئية بطريقة جذابة وفعالة.

ورش تفاعلية

وتشمل الحملة تنفيذ ورش تفاعلية تعليمية وترفيهية، تهدف إلى تعزيز معرفة الطلبة بأفضل الممارسات اليومية المستدامة في إدارة النفايات داخل المنازل والأحياء، وتشجيعهم على تطبيقها بأنفسهم، وتضم الفعاليات ألعاباً ومسابقات وأنشطة تطبيقية من الحياة الواقعية، تتيح للطلبة معرفة مفهوم المسؤولية المشتركة بأسلوب قريب منهم.

كما ترتكز الورش على أربعة مبادئ رئيسية، تشكل جوهر العمل البيئي الحديث: التقليل من النفايات، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير، واسترجاع المواد، وتهدف مجموعة «تدوير» من خلال هذه الأنشطة إلى غرس سلوكيات مستدامة في المدرسة والبيت، وتحويل المعرفة إلى ممارسة يومية، يقوم بها الطلبة وأسرهم، بما يضمن تأثيراً طويل الأمد، يتجاوز حدود الورشة، ليصل إلى المجتمع بأكمله.

وتؤكد المجموعة أن الحملة لا تقتصر على الجانب التوعوي فقط، بل تعمل على مساعدة المدارس في تنفيذ خطوات عملية، تترجم مبادئ الاستدامة إلى واقع ملموس، كإطلاق مبادرات فصل النفايات، وبرامج إعادة التدوير المدرسية، وتشجيع الطلبة على وضع خطط للحد من النفايات داخل الصفوف.

ووفقاً للمجموعة جاء التوسع الجغرافي هذا العام، ليشمل مدارس في الإمارات السبع، بهدف ضمان وصول الرسالة البيئية إلى شرائح أوسع من الطلبة، وتعزيز ثقافة حماية البيئة في مختلف المجتمعات المدرسية، وتحرص «تدوير» على أن يكون لكل مدرسة مشاركة دور ملموس في تنفيذ الأنشطة، بما يعزز مبدأ الشراكة بين المؤسسات التعليمية وأفراد المجتمع، تماشياً مع الروح الوطنية لعيد الاتحاد.

وتؤكد المجموعة أن هذه الحملة تأتي امتداداً للنسخة السابقة، التي حصدت جوائز Gov Awards 2025 تقديراً لابتكارها وتأثيرها المجتمعي، وهو ما دفعها إلى تطوير الحملة وتوسيعها، للوصول إلى عدد أكبر من الطلبة هذا العام.

 عبد الواحد جمعة
عبد الواحد جمعة

وأوضح عبدالواحد جمعة، المدير التنفيذي لإدارة الاتصال والتوعية في مجموعة «تدوير»، أن هذه الحملة تأتي كونها جزءاً من رؤية تدوير في بناء وعي بيئي راسخ لدى الطلبة، مؤكداً أن المدارس تعد البيئة الأكثر تأثيراً في تشكيل سلوكيات الجيل الجديد.

وأشار إلى أن الوصول إلى 13 مدرسة هذا العام يعكس حرص المجموعة على توسيع دائرة التأثير، وتحويل الاستدامة إلى ممارسة يومية، يعيشها الطالب داخل المدرسة وخارجها.

وأضاف أن الأنشطة المعتمدة ليست مجرد ورش معرفية، بل أدوات عملية تساعد الطلبة على تطبيق مبادئ الاستدامة بأنفسهم، سواء من خلال تقليل النفايات في منازلهم أو المشاركة في مبادرات إعادة التدوير المدرسية، وأكد أن هذه الجهود تسهم في بناء ثقافة بيئية حقيقية تتماشى مع قيم الاتحاد وتطلعات الدولة نحو مستقبل مستدام.

وقال، إن احتفالات عيد الاتحاد تمثل فرصة مهمة لتعزيز قيم المسؤولية المشتركة، وأن مشاركة الطلبة في هذه الفعاليات تعمق ارتباطهم بالبيئة، وتمنحهم شعوراً بأن دورهم محوري في صناعة المستقبل.

وشدد على أن «تدوير» ستواصل إطلاق برامج نوعية تستهدف المدارس والمجتمع على حد سواء، لضمان بناء جيل واعٍ ومسؤول تجاه البيئة.

وأكد موسى جهباز، مدير مدرسة المواكب – البرشاء، أن مشاركة المدرسة في حملة «تدوير» تعكس التزامها المتواصل بدمج مفاهيم الاستدامة في العملية التعليمية، مشيراً إلى أن الطلبة يظهرون حماساً كبيراً تجاه الأنشطة التفاعلية، التي تربطهم بقضايا البيئة بصورة عملية، وأوضح أن المبادرات البيئية داخل المدرسة تسهم في تحويل المعرفة النظرية إلى ممارسة يومية يتفاعل معها الطالب بوعي ومسؤولية.

وأضاف أن مدرسة المواكب تحرص على أن تكون البيئة المدرسية نموذجاً حياً للاستدامة، من خلال مبادرات فصل النفايات، وتدوير الورق، وتشجيع الطلبة على تنفيذ مشاريع ميدانية مرتبطة بحماية البيئة.

ولفت إلى أن حملة «تدوير» جاءت لتعزز هذه الجهود، وتمنح الطلبة فرصة للتفاعل مع خبراء ومتخصصين يقدمون لهم تجارب واقعية، ترسخ مفهوم المسؤولية البيئية في نفوسهم، خصوصاً في ظل فعاليات مدرسية مستمرة، تحفزهم على المبادرة.

وأشار جهباز إلى أن الممارسات البيئية، حتى وإن كانت بسيطة، يستوعبها الأطفال بسرعة، وتنعكس على سلوكهم اليومي داخل المدرسة وخارجها، مؤكداً أن هذه السلوكيات تعد حجر الأساس لبناء جيل قادر على حماية بيئته، والمساهمة في استدامة موارده.

وأضاف أن المدرسة تنظم سنوياً كرنفالاً لاحتفالات عيد الاتحاد، بمشاركة واسعة من أولياء الأمور والطلبة، وهو احتفال يعزز روح الانتماء الوطني، ويمنح المدرسة مساحة إضافية لإدماج قيم الاستدامة ضمن الأنشطة الوطنية، التي تجمع الأسرة والمدرسة في حدث واحد.

المصدر : البيان