سجلت حيازات الذهب في صناديق المؤشرات المتداولة مستويات قياسية بنهاية نوفمبر 2025، مع استمرار تدفقات المستثمرين في دعم صعود المعدن النفيس، ما يعكس قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق العالمية. وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن إجمالي الحيازات لدى صناديق المؤشرات ارتفع إلى 3932 طناً، في سادس شهر متواصل من النمو.
أقوى وتيرة نمو سنوية في تاريخ الصناديق المتداولة
أوضح التقرير أن صناديق المؤشرات شهدت شراء أكثر من 700 طن من الذهب خلال عام 2025، متجهة نحو أكبر زيادة سنوية في تاريخها. وارتفعت الحيازات كل شهر هذا العام باستثناء مايو، سواء من حيث الكمية أو القيمة بالدولار، مما يعكس استمرار ثقة المستثمرين في الذهب كأصل آمن في مواجهة تقلبات الأسواق المالية العالمية.
وكانت آسيا المحرك الرئيس للتدفقات خلال نوفمبر، حيث سجلت الصين أكبر مساهمة منفردة في النمو، مدفوعة بضعف سوق الأسهم والتوترات الجيوسياسية. كما حافظت الهند على ستة أشهر متتالية من صافي التدفقات الداخلة، وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي، مؤكدة استمرار الطلب القوي على الذهب في المنطقة.
مكاسب مطردة للذهب وسط التحول نحو الأصول الآمنة
يواصل الذهب تحقيق مكاسب مستمرة منذ أواخر 2022، مع تسارع وتيرة نموه بشكل لافت هذا العام، متجهًا نحو أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979. ويأتي هذا الصعود مع لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة والأصول البديلة، في إطار تراجع أوسع عن السندات الحكومية والعملات التقليدية، وزيادة المخاوف المتعلقة بحالات العجز المالي في الاقتصادات الكبرى.
استفادت الأصول مثل المعادن النفيسة وبتكوين من ما يُعرف بـ”تداول خفض قيمة العملة”، فيما شكل استعداد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة دعماً إضافياً للأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب.
وأكدت رونا أوكونيل، رئيسة تحليل السوق لدى StoneX Financial، أن “مستثمري صناديق المؤشرات كانوا صانعي أسعار خلال الأشهر الأربعة إلى الستة الماضية، وليسوا مجرد متلقين لها”، مضيفة أن التدفقات الأخيرة من المرجح أن تستمر مع التحول العام نحو الأصول الصلبة مثل الذهب، وهو ما يعزز توقعات استمرار الصعود خلال الفترة القادمة.
المصدر : تحيا مصر