التطوع ثقافة تعزز تماسك الأفراد والمجتمعات

التطوع ثقافة تعزز تماسك الأفراد والمجتمعات

أثر نوعي لمشاركة أبناء المجتمع في التطوع ميدانياً

أكدت علياء عبيد المسيبي، مديرة مؤسسة القلب الكبير في إمارة الشارقة، أن العمل التطوعي يظهر جلياً في صور عدّة، من بينها جهود المؤسسات والفرق القادمة من خارج المجتمعات المتضررة، ولهذه الجهود قيمة كبيرة في الاستجابة للأولويات العاجلة. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي صادف أمس.

وأشارت إلى الأثر النوعي للتجارب الميدانية في العمل التطوعي، وتحديداً حين يدرك الشخص المتأثر بالأزمة أنه قادر على مساندة غيره فإنه سينشأ شعور جديد بالكرامة والفاعلية.

ودعت المؤسسات والشركاء أن يجعلوا التطوع جزءاً من منظومة البناء الاجتماعي، وضرورة تبني التطوع ثقافة شراكة تعزز التماسك وتفتح المجال أمام كل فرد للإسهام.

فرصة

وأشارت إلى أن العمل التطوعي يمنح الأطفال والشباب المتأثرين بالحروب والتهجير واللجوء فرصة عملية لاكتشاف قدراتهم من جديد، ويصبح التطوع في هذه الحالة مساحة لتأكيد الإرادة والإبداع وتحويل الخبرات المؤلمة إلى طاقة تعيد بناء الإنسان من الداخل.

ولفتت على سبيل المثال، إلى مهمة بسيطة مثل تحضير وجبة جماعية أو ترتيب مساحة تعليمية أو مساعدة فرد آخر يمكن أن تعيد إلى الطفل جزءاً من الإحساس بالأمان الداخلي وبالقدرة على تنظيم جانب من حياته.

وعلى مستوى المجتمع يسهم التطوع في ترميم الروابط التي أضعفتها الأزمات، فعندما يجتمع الأفراد في مبادرات مشتركة مثل تنظيف مساحة عامة أو تنظيم نشاط تعليمي أو مساندة الأسر الأكثر هشاشة ينشأ شعور حقيقي بالمسؤولية المشتركة، وتتكون قناعة إيجابية مفادها أن لكل شخص قيمة وأن لكل فرد ما يمكن أن يقدمه مهما كانت ظروفه.

مشاركة

وأشادت بمشاركة العديد من شرائح المجتمع، لا سيما فئة الأطفال، في مختلف الأنشطة التطوعية التي تم تنظيمها، حيث يمتد الأثر البعيد لهذا النوع من التطوع إلى المستقبل، ويكتسب الأطفال والشباب مهارات حياتية ضرورية، ويتعزز لديهم حس المبادرة والعمل الجماعي ويتهيؤون للعب دور فعال في مسارات بناء مجتمعاتهم في المراحل اللاحقة من حياتهم.

المصدر : البيان