مباحثات فلوريدا الأمريكية الأوكرانية تناقش الضمانات الأمنية

مباحثات فلوريدا الأمريكية الأوكرانية تناقش الضمانات الأمنية

استمرت المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة في فلوريدا لليوم الثالث على التوالي، أمس السبت، لبحث خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، في حين تتواصل الهجمات الروسية الليلية على المنشآت الحيوية في أوكرانيا.
وأجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مكالمة هاتفية «جوهرية وبناءة» مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، بحضور كبار المسؤولين الأوكرانيين، بينهم كبير المفاوضين رستم عمروف والجنرال أندريه هناتوف.
وأكد زيلينسكي على منصة «إكس» أن أوكرانيا عازمة على مواصلة العمل بحسن نية مع الجانب الأمريكي لتحقيق سلام حقيقي، مشيراً إلى الاتفاق على الخطوات المقبلة وشكل المحادثات المشتركة، مع التركيز على المسائل التي قد تكفل إنهاء الحرب، إضافة إلى خطر عدم التزام روسيا بأي اتفاق محتمل. وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن التقدم نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك خفض التصعيد ووقف أعمال القتل، مشيرة إلى أن المشاركين ناقشوا أيضاً إطار الترتيبات الأمنية وقدرات الردع الضرورية لضمان سلام دائم في حال التوصل إلى اتفاق.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيلتقي غداً الاثنين في لندن كلاً من زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لمناقشة «المفاوضات المستمرة في إطار الوساطة الأمريكية». وقال ماكرون إن هذه الجهود تهدف لتأمين ضمانات أمنية لأوكرانيا، مشدداً على أن السلام القوي والدائم لن يكون ممكناً بدونها.
وحذرت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من أن فرض قيود على أوكرانيا قد يخدم روسيا، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تكرار النزاعات في أوكرانيا وغزة وأماكن أخرى حول العالم.
ومنذ عرض الخطة الأمريكية قبل نحو ثلاثة أسابيع، جرت جلسات محادثات عدة مع الأوكرانيين في جنيف وميامي بهدف تعديل النص لمراعاة مصالح كييف، كما عُرضت على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لموسكو قام بها ويتكوف وكوشنر.
وتشير النسخة الأولية من الخطة إلى تنازلات أوكرانية عن أراضٍ معينة، مقابل وعود أمنية لا ترقى إلى مستوى طموحات كييف في الانضمام إلى الناتو، مع استمرار عدم اليقين حول طبيعة الضمانات الأمنية الممكنة، بما في ذلك وضع طائرات الناتو في حالة تأهب في بولندا للدفاع عن أوكرانيا.
ميدانياً، واصلت روسيا هجماتها الليلية على أوكرانيا، إذ أفادت القوات الجوية الأوكرانية بتعرض البلاد ل653 طائرة مسيّرة و51 صاروخاً، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض 116 مسيرة فوق أراضيها.
وتركزت الضربات الروسية على منشآت للطاقة في مناطق كييف، وتشيرنيهيف (شمال)، وزابوريجيا (جنوب)، ولفيف (غرب)، ودنيبروبيتروفسك (شرق-وسط). وأفاد حاكم كييف ميكولا كالاتشنيك عن ثلاث إصابات نتيجة الهجوم، فيما أشار نائب رئيسة الوزراء أوليكسي كوليبا إلى أن 9,500 مشترك في أوديسا لا يزالون بدون تدفئة، و34 ألف مشترك بلا مياه جارية بسبب الأضرار.
وأوضح زيلينسكي أن الهجمات الروسية تستهدف المنشآت الحيوية للطاقة، بهدف إلحاق الضرر بالمدنيين، ما يفاقم معاناتهم في الشتاء القارس. وأصبحت آلاف المنازل مرة أخرى دون تدفئة، وسط استمرار الغارات اليومية منذ بدء الحرب في فبراير 2022. (وكالات)

المصدر : صحيفة الخليج