يحيي السوريون، الاثنين، الذكرى الأولى للإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، في حين تكافح الدولة التي تعاني من انقسامات من أجل تحقيق الاستقرار والتعافي بعد حرب دامت سنوات.
ومن المقرر أن تشهد ساحة الأمويين في العاصمة دمشق احتفالات رسمية، حيث امتلأت بالفعل بحشود مبتهجة استعداداً للاحتفالات، كما ستقام احتفالات في أماكن أخرى بأنحاء سوريا.
وأدى الرئيس أحمد الشرع، صلاة الفجر في المسجد الأموي الكبير بدمشق، ووضع قطعة من ثوب الكعبة المشرفة في رحاب المسجد، وهي هدية مقدّمة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وألقى الشرع كلمة عقب الصلاة، أعرب فيها عن “مشاعر الفخر التي عاشها السوريون في اللحظات الأولى لاندحار الظلم وانتهاء مرحلة صعبة مرّت بها البلاد”.
وأشاد بما سماه “التضحيات والبطولات التي قدّمها المقاتلون عند دخولهم دمشق منتصرين”، مؤكدًا أنّ “صون هذا النصر والبناء عليه يشكل اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعًا”.
وشدّد الشرع على أنّ المرحلة الراهنة تتطلب توحيد جهود أبناء الوطن كافة، لبناء سوريا قوية، وترسيخ استقرارها، وصون سيادتها، وتحقيق مستقبل يليق بتضحيات شعبها، بحسب رئاسة الجمهورية السورية عبر صفحتها على “فيسبوك”.
واحتفل أهالي مدينة بانياس في طرطوس، مساء الأحد، بذكرى النصر والتحرير.
وشارك الآلاف في مهرجان “نصر حوران” الذي أقيم في مدرج بصرى الشام الأثري بمدينة درعا، مساء الأحد، بمناسبة ذكرى التحرير.
واحتفل أبناء الجالية السورية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، الاثنين، بمناسبة مرور عام على تحرير سوريا، وفق الوكالة.
وتشهد بعض مناطق سوريا احتفالات منذ عدة أيام، إذ امتلأت شوارع حماة بالآلاف، الجمعة، ملوحين بالعلم السوري الجديد إحياء لذكرى اليوم الذي سيطر فيه مسلحون بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على المدينة خلال تقدمهم السريع صوب دمشق.
وهنأ القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي “أبناء الشعب السوري بهذه الذكرى التي تؤكد إرادة السوريين في بناء مستقبل يقوم على العدالة والاستقرار والشراكة وصون حقوق كل المكوّنات”.
وقال، في بيان نشره حساب “قسد” على “فيسبوك”، إن “المرحلة الراهنة تفرض على الجميع مسؤولية وطنية مشتركة، وحواراً جامعاً يضع مصلحة السوريين فوق كل اعتبار”.
وأضاف: “نؤكد التزامنا الثابت باتفاقية 10 مارس، بوصفها أساساً لبناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية، بإرادة أبنائها، ومحصّنة بقيم الحرية والعدالة والمساواة”.
إظهار الوحدة
في خطاب ألقاه في أواخر نوفمبر الماضي، بمناسبة الذكرى الأولى لبدء حملة المعارضة التي تكللت بالانتصار، حث الشرع جميع السوريين على الاحتشاد في الساحات لإظهار الفرحة والوحدة الوطنية.
وأجرى الشرع تغييرات جذرية، فأعاد تشكيل علاقات سوريا الخارجية بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وحظي بدعم دول الخليج مبتعداً عن نفوذ إيران وروسيا، داعمي الأسد، ورفع الغرب بدوره الكثير من العقوبات المفروضة على البلاد.
وتعهد بإنهاء دولة الأسد البوليسية الوحشية وإقامة نظام شامل وعادل.
لكن المئات لقوا حتفهم في موجات عنف طائفي تسببت في عمليات نزوح جديدة وأججت انعدام الثقة بين الأقليات تجاه الحكومة في وقت يواجه فيه الشرع تحديات لبسط سيطرة دمشق على كل أنحاء سوريا.
سوريا “تعيش أفضل ظروفها”
وقال الشرع للمشاركين في منتدى الدوحة، مطلع الأسبوع، إن “سوريا تعيش أفضل ظروفها الآن”، على الرغم من نوبات العنف التي شهدتها، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف أن الفترة الانتقالية بقيادته ستستمر 4 سنوات لإقامة المؤسسات وسن القوانين ووضع دستور جديد يُطرح على الشعب للاستفتاء، وباكتمال هذه المرحلة تجرى الانتخابات.
وفر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الشرع على دمشق، وأطاحت به بعد حرب دامت أكثر من 13 عاماً اندلعت عقب انتفاضة ضد حكمه.
وحكمت عائلة الأسد، المنتمية إلى الطائفة العلوية، سوريا لمدة 54 عاماً.
وحصدت الحرب السورية أرواح مئات الآلاف، وشرّدت الملايين بعد اندلاعها عام 2011، ولجأ نحو خمسة ملايين إلى البلدان المجاورة.
وقال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، خلال مؤتمر “رويترز نكست”، الأسبوع الماضي، إن عودة نحو 1.5 مليون سوري للبلاد تسهم في نمو الاقتصاد.
واعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية في سوريا إذ احتاج نحو 16.5 مليون إلى الدعم في 2025.
المصدر : الشرق
