مش بعرف أعمل عاملة.. الأسباب الحقيقية لاختفاء عبلة كامل واعتزالها الفن

مش بعرف أعمل عاملة.. الأسباب الحقيقية لاختفاء عبلة كامل واعتزالها الفن

على مدى عقود، ظلّت الفنانة المصرية عبلة كامل واحدة من أكثر النجمات قربًا من قلوب الجمهور، بموهبتها الفطرية وقدرتها الاستثنائية على تجسيد الشخصيات ببساطة وعمق لا يشبه سواها، ورغم هذا الحب الجارف، اختفت عبلة كامل عن الساحة الفنية بشكل مفاجئ تاركةً وراءها أسئلة لا تنتهي، جمهورها يتساءل عن الأسباب الحقيقية لاختفاء عبلة كامل واعتزالها الفن، والوسط الفني يفتقد حضورها، بينما يخرج أصدقاؤها والمقرّبون بتصريحات متفرقة تكشف جانبًا من الحقيقة، دون أن تمنح الصورة الكاملة… لكنها – مجتمعة – تفتح نافذة إلى الأسباب الحقيقية لغيابها.

سبب اعتزال عبلة كامل

عبلة كامل

أشرف زكي يكشف سبب غياب عبلة كامل

أما نقيب الممثلين أشرف زكي، فكان الأكثر وضوحًا وصراحة في تقديم جزء مهم من خلفيات هذا الغياب، فقد أكد أن قرار الابتعاد قرار شخصي اتخذته عبلة كامل، وأنهم في النقابة حاولوا التواصل معها أكثر من مرة لكنها لم تكن ترغب في العودة إلى الأضواء. 

وأوضح أنه على تواصل معها بوصفهما أصدقاء، وأن حالتها الصحية جيدة جدًا، لكنه كشف أيضًا أنها مرّت بفترة من الحزن الشديد بعد وفاة إحدى صديقاتها المقربات، وهو ما أدخلها في حالة زعل أثرت عليها وأبعدتها أكثر عن الوسط الفني، من خلال كلماته نفهم أن الغياب لم يكن مجرد رغبة في الراحة، بل ربما كان انعكاسًا لحالة نفسية إنسانية عميقة دفعتها إلى العزلة.

طقوس عبلة كامل في رمضان

على الجانب الآخر، يؤكد الفنان أحمد كمال، والد ابنتيها، صورة مختلفة لكنها مكملة للحقيقة، فهو طمأن الجمهور بأن عبلة كامل بخير تمامًا، وأنها تعيش حياتها بهدوء، بل وتستمتع بالأجواء الرمضانية كل عام، هذا التصريح يضع الأمور في إطار إنساني آخر، فبعيدًا عن الضغوط الفنية والشائعات، تعيش الفنانة حياة هادئة وطبيعية وسط أسرتها وخصوصيتها، وكأنها قررت أن الزمن الآن هو زمنها هي، وليس زمن الشاشات.

أما المنتج جمال العدل، الذي تربطه بها علاقة صداقة متينة، فقد قدم شهادة مهمة تعبّر عن حجم التغيير الذي طرأ على حياتها. ففي حديثه عنها، قال إنه يتوقع أنها لن تعود للتمثيل مرة أخرى، خاصة بعدما زارته منذ فترة وبدا له أنها أخذت قرارًا نهائيًا بالابتعاد، وأوضح أن الوصول إليها أصبح صعبًا لأنها لا تفتح هاتفها كثيرًا، وأنها اختارت أن تنسحب في هدوء وبنبل دون ضجيج أو تصريحات إعلامية، جملته الأخيرة تحديدًا تعطي مفتاحًا مهمًا لفهم شخصيتها؛ فهي فنانة لا تحب الصخب، ولا تسعى لإثارة الجدل ولا لإعلان الاعتزال بطريقة صاخبة.

مش بعرف أعمل عاملة.. سبب اختفاء عبلة كامل عن الأضواء

أما التصريح الأهم، فكان على لسان الإعلامية لميس الحديدي التي قالت إنها تحدثت مع عبلة كامل بنفسها، وأكدت الأخيرة أنها بخير تمامًا، وأن صحتها جيدة، وأنها ليست مريضة كما ترددت في بعض الشائعات، بل إنها عبّرت عن سعادتها الكبيرة بحب الجمهور، وقالت إنها لم تتخيل يومًا أنها محبوبة بهذا القدر. 

لكنها، في الوقت نفسه، أوضحت السبب المباشر لعدم ظهورها الإعلامي، إذ قالت إنها تحب التمثيل فقط، وإنها لا تجيد “العمل العاملي” أو التواجد الإعلامي المكثف والترويج المستمر الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الفنانين في العصر الحديث، هذا التصريح يكشف عن جوهر شخصيتها: فعبلة كامل لم تكن يومًا من أبناء ثقافة الظهور والاهتمام الإعلامي، بل كانت دائمًا ممثلة تعمل بهدوء بعيدًا عن الشو الإعلامي. وعندما أصبح هذا الشو عنصرًا لا يمكن تجاهله، ربما شعرت بأن الساحة الفنية لم تعد تشبهها كما كانت في السابق.

اعتزال عبلة كامل رغبة شخصية

عند جمع كل هذه التصريحات معًا، تظهر الحقيقة بشكل أوضح، غياب عبلة كامل ليس اعتزالًا رسميًا، ولا اختفاءً مفاجئًا خلف أزمة صحية أو خلافات فنية، بل هو مزيج من ظروف إنسانية ورغبات شخصية، بداية من حزنها على فقدان إحدى صديقاتها المقربات، مرورًا برغبتها في الهدوء بعيدًا عن الحياة الصاخبة، ووصولًا إلى عدم راحتها في التعامل مع متطلبات العصر الحديث للنجومية، هي فنانة اختارت أن تعيش خصوصيتها كما تريد، وأن تمنح نفسها مساحة من الراحة بعد سنوات طويلة من العمل المتواصل.

رغم هذا الغياب، تبقى عبلة كامل واحدة من أكثر الفنانات حضورًا في ذاكرة الجمهور. فحب الناس لها لم ينقطع، وأعمالها ما زالت تُعاد باستمرار، شخصياتها لا تُنسى، ولحظاتها الفنية محفورة في وجدان المشاهدين، والغريب أنها تعرف ذلك وتشعر بامتنان كبير له، لكنها رغم هذا لا تمنح الجمهور إجابة، تاركة الزمن وحده يقرر اللحظة المناسبة لعودتها إن رغبت.

هل تعود؟ سؤال يبقى مفتوحًا بلا إجابة، المقربون منها لا يعرفون، وهي نفسها لم تتخذ قرارًا معلنًا. وكل ما هو واضح حتى الآن أنها اختارت أن تعيش بعيدًا عن الأضواء، لا كاعتزال نهائي، بل كاستراحة طويلة ربما تطول وربما تنتهي فجأة حين تشعر بأن الشغف وحده يكفي لتعيدها إلى الشاشة.

في النهاية، تبقى قصة غياب عبلة كامل قصة إنسانية قبل أن تكون قصة فنية، فهي فنانة اختارت الصمت بدلاً من الضجة، والهدوء بدلاً من الجري وراء الظهور، والحياة الطبيعية بدلاً من الانغماس في عالم متغير لا يشبهها، ومع ذلك، فإن قلوب الجمهور لا تزال تهتف باسمها، متعلقة بأمل عودتها، ومؤمنة بأن بعض الفنانين لا يستطيع الزمن أن يخطفهم حتى وإن غابوا عن الشاشة.

المصدر : تحيا مصر