كيف خسر تشابي معركته مع لاعبي ريال مدريد بعد أزمة فينيسيوس؟

كيف خسر تشابي معركته مع لاعبي ريال مدريد بعد أزمة فينيسيوس؟

روت صحيفة MARCA تفاصيل “المعركة” التي كسبها لاعبو ريال مدريد ضد مدربهم تشابي ألونسو، ووضعتهم في عين العاصفة.

يأتي ذلك بعد هزيمة ريال مدريد أمام ضيفه سيلتا فيغو 0-2، ممّا فاقم الضغط على المدرب الباسكي.

صحيفة EL MUNDO أوردت أن ريال مدريد أمهل تشابي حتى مواجهة مانشستر سيتي الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، وطرح اسمين لخلافته، هما زين الدين زيدان ويورغن كلوب.

في السياق ذاته، أشارت MARCA إلى أن الرئيس فلورنتينو بيريز ومستشاريه عقدوا “اجتماعاً طارئاً استمر حتى الساعات الأولى من الصباح”، ناقشوا خلاله تراجع مستوى الفريق، “الذي تجلّى أكثر من أي وقت ضد سيلتا فيغو”، ووباء الإصابات الذي يمسّ خط الدفاع بشكل خاص، بعد إصابة إيدر ميليتاو التي يُرجّح أن تبعده 4 أشهر، والتحكيم بعد طرد 3 لاعبين لريال مدريد أمام سيلتا، هم فران غارسيا وألفارو كاريراس وإندريك.

وأضافت أن “أموراً كثيرة ستعتمد على نتيجة المباراة (ضد سيتي) وأداء الفريق، بدءاً من مستقبل تشابي ألونسو، الذي بدأ تداول أسماء خلفائه المحتملين، مع كون زين الدين زيدان الخيار الأول في معظم التوقعات، فيما أن يورغن كلوب هو خيار آخر أكثر تعقيداً”.

وذكّرت بأن “المدرب هو الحلقة الأضعف خلال الأزمات”، مستدركة أن التحليلات التي أجرتها إدارة النادي لم تهمل “لاعبين مهمين”، ممّا قد يؤدي إلى “إعادة هيكلة الفريق” الصيف المقبل.

“بناء فريق عصري بهوية محددة”

MARCA لفتت إلى أن “تشابي ألونسو وصل إلى النادي بمهمة واضحة: بناء فريق عصري بهوية محددة، بعدما سئم ريال مدريد” من تساهل المدربين السابقين كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان مع اللاعبين.

النادي أراد الرهان على مدرب “أكثر حداثة”، مشابه لميكيل أرتيتا في أرسنال، بعدما “أبهر تشابي الجميع خلال حقبته في باير ليفركوزن”، محوّلاً “لاعبين مغمورين إلى نجوم عالميين”.

تشابي “قبِل التحدي، متمسّكاً بأفكاره، ولم يُرِد التأقلم مع (اللاعبين)، بل تغيير” ظروفهم. ولهذا الصدد، سعى إلى ترسيخ “فريق متعدّد المهارات تكتيكياً، قادر على تطبيق خطط مختلفة، ولكن بفكرة واحدة لا تقبل المساومة بوصفها نقطة انطلاق: الضغط العالي والالتزام الجماعي”.

ومن أجل تحقيق ذلك، حاول “بناء الفريق” حول كيليان مبابي و”إحاطته بلاعبين داعمين”. كما وجّه “رسالة مباشرة إلى فينيسيوس جونيور: إذا كنت تريد اللعب، فعليك الركض”.

النجم البرازيلي “أمضى وقتاً أطول من المعتاد على مقاعد البدلاء”، كما أن غياب جود بيلينغهام في بداية الموسم بعد جراحة في الكتف رسّخ إطاراً “أكثر عدالة وتماسكاً على الملعب، مع أردا غولر كنقطة محورية للفريق”.

“حرب باردة كلاسيكية بين اللاعبين والطاقم الفني”

ريال مدريد حقق بداية واعدة، إذ فاز في 13 من أول 14 مباراة، مستنداً إلى لاعبين مثل فرانكو ماستانتونو وبراهيم دياز ورودريغو في التشكيلة الأساسية.

لكن “لاعبين أساسيين، مثل فينيسيوس وبيلينغهام و(فيديريكو) فالفيردي، أعربوا عن عدم ارتياحهم لأساليب المدرب”، وبدأ مسلسل التسريبات المنتقدة لتشابي ألونسو، في “حرب باردة كلاسيكية بين اللاعبين والطاقم الفني”، بحسب الصحيفة.

فينيسيوس أدى دوراً جوهرياً في هذا الصراع، بعد “رفضه قبول دور ثانوي، والمتطلّبات الدفاعية التي فرضها تشابي، وخصوصاً تبديلاته المستمرة”.

وانهار كل شيء أخيراً أمام برشلونة، بعدما غضب فينيسيوس علناً من تشابي ألونسو إثر استبداله قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة.

شكّل ذلك “نقطة تحوّل نحو الأسوأ”، فيما قرّر النادي عدم التدخل بالأمر، وتركه في يد المدرب، “الذي وجد نفسه وحيداً تماماً”. وأضافت الصحيفة: “لم تُفرض عقوبة، وهنا خسر تشابي المعركة”.

منذ ذاك اليوم تراجع ريال مدريد، باستثناء مباريات مُحدّدة مثل تلك ضد فالنسيا أو أتلتيك بلباو.

وليس صدفة أن الفريق لم يعُد يضغط كما كان يفعل، كما اختفى براهيم دياز وماستانتونو من التشكيلة الأساسية، التي لم يعُد يغيب عنها فينيسيوس وبيلينغهام، فيما أن فالفيردي نادراً ما شغل مركز الظهير الأيمن.

“تشابي عالق بين أفكاره وواقع لا يتحكّم فيه”

بعد الكلاسيكو، توقّف تشابي عن أداء دور المدرب وبات يدير غرور اللاعبين. وبعدما أراد فريقاً يركض فيه الجميع، بصرف النظر عن الاسم أو المكانة، تصرّف بصرامة مع فينيسيوس وبيلينغهام، ليس لمعاقبتهما، بل تثقيفهما ودفعهما لتطبيق أمر مختلف عمّا اعتادا فعله، وفق MARCA.

تشابي اختار أن يكون مدرباً صارماً، واضطر إلى التراجع حفاظاً على وضع اللاعبين، فتحوّل الأمر إلى “مشكلة كروية واضحة”.

وتابعت الصحيفة: “لا شك أن اللاعبين فازوا في المعركة. تشابي ألونسو فقد سلطته من دون دعم النادي يوم غضب فينيسيوس. واليوم، بات تحت رحمة (اللاعبين) أكثر من تكتيكاته الخاصة. مشروعه، الذي بدأ بعقلانية وتماسك، رغم قسوة بعض قراراته، تلاشى بفعل التنازلات”.

وختمت: “ريال مدريد، مرة أخرى، فريق بلا هوية واضحة، وتشابي ألونسو مدرب عالق بين أفكاره وواقع لا يتحكّم فيه”.

المصدر : الشرق رياضة