بعد عمر الستين.. كيف يكشف توقيت الإفطار عن صحتك؟

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام عن نتائج مقلقة تتعلق بتوقيت تناول وجبة الإفطار لدى الأشخاص فوق عمر الستين. تشير النتائج إلى أن تأخير تناول الإفطار يرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 6% عن كل ساعة تأخير، مما يجعل توقيت الإفطار مؤشراً مهماً يمكن مراقبته لتقييم الحالة الصحية للفرد في هذه المرحلة العمرية.

تأخي وجبات الإفطار والعشاء مع التقدم في العمر

أظهرت الدراسة أن كبار السن يميلون إلى تأخير مواعيد وجباتهم، سواء وجبة الإفطار أو العشاء، مقارنة بالأعمار الأصغر. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها المشاكل الصحية التي يواجهها البعض، بالإضافة إلى تأثير الجينات المتعلقة بالعادات اليومية مثل السهر. هذا التغيير في نمط تناول الطعام قد يعكس صحة الفرد العامة وحالته النفسية.

العلاقة بين توقيت الإفطار والمشاكل الصحية

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار في وقت متأخر هم أكثر عرضة لمجموعة من المشاكل الصحية والنفسية، مثل التعب المزمن، مشاكل صحة الفم، الاكتئاب، والقلق. هذه المشاكل الصحية بدورها قد تؤثر على جودة حياة كبار السن وتزيد من مخاطر الوفاة.

زيادة خطر الوفاة

على الرغم من ارتباط تأخير وجبة الإفطار بزيادة خطر الوفاة، يؤكد الباحثون أن هناك فرقًا بين وجود علاقة ارتباطية وعدم وجود علاقة سببية مباشرة. بمعنى آخر، تأخير الإفطار قد لا يكون سبباً مباشراً في تقصير العمر، ولكنه قد يعكس مشكلات صحية كامنة أو أنماط حياة غير صحية تؤثر على الصحة بشكل عام.

الإفطار المتأخر كعلامة إنذار مبكر للصحة

يصف حسان داشتي، عالم التغذية وقائد الدراسة، توقيت الإفطار بأنه “علامة سهلة المراقبة للحالة الصحية العامة للأفراد”. يمكن استخدام تغييرات مواعيد الوجبات كإنذار مبكر للبحث عن المشاكل الصحية الجسدية والنفسية التي قد تكون مخفية، مما يمنح الأطباء فرصة لتدخل مبكر وتحسين جودة الحياة.

بيانات الدراسة

حلل الباحثون بيانات نحو 3000 بالغ من المملكة المتحدة، بمتوسط عمر 64 عامًا، تتبعوا أوقات وجباتهم، بالإضافة إلى حالتهم الصحية ونمط حياتهم على مدى سنوات. وتبين من النتائج أن كل ساعة تأخير في وجبة الإفطار مرتبطة بزيادة خطورة الوفاة بنسبة 6%، حتى بعد تعديل تأثير عوامل مثل العمر، الجنس، التعليم، وأنماط الحياة المختلفة.

أهمية وجبة الإفطار لكبار السن

تضيف هذه الدراسة بعدًا جديدًا للمقولة الشهيرة بأن “الإفطار هو أهم وجبة في اليوم”، وخاصة للأشخاص الأكبر سنًا. إذ أن الالتزام بتوقيت منتظم لتناول الإفطار قد يكون له أثر إيجابي على الصحة العامة ويساعد في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتقدم العمر.