دعت ندوة فكرية في الأردن إلى تقديم قراءات جديدة لأدب الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ تستخلص استشرافات ممتدة انطلاقاً من معاينة أعماله.
واستعرض كتّاب أردنيون وعرب في ندوة «نجيب محفوظ: الروائي والرواية» التي أقيمت في منتدى عبدالحميد الثقافي في عمّان بمناسبة الذكرى ال114 لميلاده أبعاداً فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية لإصدارات الراحل.
وقدمت الأكاديمية الدكتورة هنادي أبو قطام قراءة نقدية تناولت رواية «أمام العرش» تناولت نهوضها على سرديات استحضرت شخصيات تاريخية ضمن فضاء تخييلي اتخذ شكل استجواب شامل لمسار الدولة المصرية عبر عصورها منذ الفراعنة.
وأكدت أبو قطام أن الاستدعاء في الرواية وإعادة تنظيم الشخصيات الحاكمة في الأرشيف السياسي المصري أنتج خطاباً ثقافياً قائماً على «الترميز» تجاوز حدود السرد التاريخي للوقائع.
ودعت هنادي أبو قطام إلى تجاوز الاحتفاء الشكلي بذكرى ميلاد ورحيل نجيب محفوظ والاتجاه إلى تقديم قراءات نقدية جديدة لأدبه تعيد تقييم مكانته وتأثيره في الفكر الأدبي العربي المعاصر.
وأشارت الناقدة الدكتورة زينب محمد إلى البعد الأخلاقي في أدب نجيب محفوظ من خلال رواية «قلب الليل» كنموذج لثنائية الخير والشر ضمن رؤى فلسفية تكشف فهماً عميقاً للطبيعة البشرية وجدلية الوجود.
واستعرض القاص والناقد الدكتور مصطفى الضبع «مسارات التأويل في سردية نجيب محفوظ»، مؤكداً أهمية إعادة قراءة أدبه بصورة مختلفة تدعم تمدد تأثيره الفكري.
وتناول الضبع أمثلة لشخصيات في روايات نجيب محفوظ تمثل واقعاً لأوجه متعددة في المجتمع.
وقدم الناقد الأكاديمي الدكتور ليث الرواجفة في الندوة – التي شهدت مداخلات كتّاب ومثقفين عرب- قراءة في الكونية لأعمال نجيب محفوظ مشيراً إلى انطلاق روايات بارزة من أزقة القاهرة وحاراتها الشعبية وتوسع نطاقها لتشكل مشروعاً سردياً وفكرياً ارتبط بالحياة المصرية والعربية.
وتطرق الرواجفة إلى تناول أعمال نجيب محفوظ قضايا الحرية والسلطة والعدل ومعنى الانتماء، معتبراً أن رواية «ابن فطومة» شكلت نزوعه الفلسفي القائم على التأملات الإنسانية.
المصدر : صحيفة الخليج
