يتفاقم نقص ناقلات النفط بشكل حاد، لدرجة أن السفن حديثة الصنع، التي عادةً ما تنقل أنواع الوقود المكررة في أولى رحلاتها، باتت تُسارع إلى الإبحار فارغة لتحميل شحنات الخام في أقرب ما يُمكن.
سُلِّمت ست ناقلات عملاقة هذا العام، وأبحرت جميعها دون حمولة من شرق آسيا لتحميل النفط في الشرق الأوسط، أو أفريقيا، أو الأميركتين، بحسب بيانات تتبع السفن واتفاقات الاستئجار المؤكدة التي اطلعت عليها “بلومبرغ” و”سيغنال أوشن” (Signal Ocean)، مقارنةً برحلة وحيدة من هذا النوع في العام الماضي.
نقص الناقلات يقلب نهج شركات الشحن
عندما يوشك مالكو الناقلات على استلام سفن جديدة، فعادةً ما يستخدمونها لنقل أنواع الوقود، مثل البنزين، في أولى رحلاتها لتحميل الخام، وهو أمر له منطق اقتصادي وجغرافي، بالنظر إلى أن منتجات النفط أقل تلوثاً من الخام، ولن تحتاج السفن إلى غسيل بعد نقل هذه الشحنات، كما أن العديد من الناقلات تُصنّع في شرق آسيا، التي تستورد كميات كبيرة من النفط غير المعالج، وتصدر أنواع الوقود المكررة.
اقرأ أيضاً: تكاليف الشحن تقفز ونقل النفط يتصدر بزيادة 467% تحت ضغط الإنتاج والعقوبات
غير أن النقص الحاد في الناقلات حالياً قلب هذا المنطق رأساً على عقب، فمنتجو النفط من أعضاء منظمة “أوبك” وخارجها رفعوا الإنتاج هذا العام، وفي الوقت نفسه، أدت العقوبات الغربية على روسيا، ومخاطر الإبحار عبر البحر الأحمر إلى تعطيل المسارات المعتادة، ما أفضى إلى رحلات أطول زمناً، واستخدام عدد أكبر من الناقلات.
أسعار الشحن تجذب ناقلات الوقود إلى النفط
كذلك، انجذبت ناقلات منتجات النفط الأصغر حجماً إلى تجارة الخام، بينما اضطر بعض التجار إلى تقسيم الشحنات نظراً لنقص الناقلات الأكبر حجماً، ما دفع تكاليف النقل إلى مزيد من الارتفاع، فصعد مؤشر “البلطيق للناقلات القذرة” (Baltic Dirty Tanker Index)، الذي يتتبع أسعار نقل النفط الخام على 12 مساراً رئيسياً، بنسبة 50% منذ نهاية يوليو.
اقرأ أيضاً: كلفة تأمين السفن ضد مخاطر الحرب في البحر الأسود تقفز 250%
قال جورجيوس ساكيلاريوس، محلل عقود استئجار السفن لدى “سيغنال ماريتايم” (Signal Maritime)، وهي شركة تدير مجموعة من السفن ضمن المجموعة نفسها التي تضم “سيغنال أوشن”: “عندما تجني ناقلات النفط العملاقة 100 ألف دولار يومياً، والناقلات من طراز سويزماكس 80 ألف دولار، لنقل الخام، سيفضل الناس الإسراع إلى الاتفاق على هذه المستويات، تحسباً لتراجعها”.
كانت “ألياكمون 1” أول ناقلة عملاقة يُرصد إبحارها فارغة في أول رحلة لها هذا العام، وقد غادرت حوض بناء السفن في شمال شرق الصين بلا حمولة في أواخر يونيو، ثم اتجهت إلى الكويت لتحميل نحو مليوني برميل من النفط، بعدها اتجهت الناقلة، المملوكة لشركة التجارة اليابانية “ميتسوي آند كو”، إلى كوريا الجنوبية لتسليم شحنتها في أواخر نوفمبر.
المصدر : الشرق بلومبرج
