عاودت الأسهم السعودية الهبوط اليوم الثلاثاء بعد مكاسب محدودة في الجلسة الماضية، مع استمرار ضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين قبيل نهاية العام، وفي ظل ترقب نتائج الربع الرابع، وسط غياب محفزات في الأجل القصير قادرة على تغيير اتجاه السوق.
اختتم المؤشر الرئيسي “تاسي” الجلسة منخفضاً 1.3% عند مستوى 10452 نقطة تحت وطأة هبوط جميع القطاعات، خاصة البنوك، في حين بلغت السيولة نحو 3.6 مليار ريال مقارنة مع متوسط يتجاوز 5 مليارات ريال في فترات سابقة من العام الجاري.
لم يكن التراجع الأخير في أداء السوق مفاجئاً، في ظل ترقّب المستثمرين لإعلانات النتائج المالية للشركات، بعد أن جاءت نتائج الربع السابق دون التوقعات في معظمها، باستثناء “أرامكو” والبنوك، بحسب أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”.
وأضاف الرشيد في حديثه إلى “الشرق” أن مكررات الربحية في السوق تبدو مقبولة، لكنها لا ترقى إلى مستويات مغرية بما يكفي، مشيراً إلى أن البدائل الاستثمارية الأخرى ما تزال أكثر جاذبية، خصوصاً مع تراجع الرهانات على استمرار دورة خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
شهية محدودة للمخاطرة
من جهته، لا يتوقع ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “بي إل إم إي كابيتال”، أن تجتذب السوق سيولة كافية لدفع المؤشر في اتجاه واضح خلال ما تبقى من العام.
وقال في مداخلة مع “الشرق” إن شهية المستثمرين ما تزال محدودة، في وقت يترقب فيه المتعاملون نتائج الشركات عن الربع الأخير والسنة بأكملها.
لكنه يرى أن “الأجواء السلبية لا تعني عدم وجود فرص، لا سيما للمستثمرين طويلي الأجل” مبيناً أن الظروف الحالية قد تكون مناسبة لبناء مراكز، مع تقييم المستثمرين للقطاعات الملائمة للشراء.
ارتداد متوقع في 2026
بدورها، رأت ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن ارتداد السوق خلال العام المقبل يبدو مرجحاً بشدة في ظل التقييمات المنخفضة وقوة العوامل الأساسية، لكنها شددت على أن ضعف السيولة يظل تحدياً أمام تلك التوقعات.
وأضافت سالم: “المستثمرون يجدون فرصاً بأسواق خارجية، لكن مع عودة العوامل الإيجابية الداعمة -كما حدث في منتصف سبتمبر- فسيعود الزخم إلى السوق السعودية، وهذا ما ننتظره في 2026”.
المصدر : الشرق بلومبرج
