بوتين: مستعدون لإنهاء الحرب في أوكرانيا لكن نرفض تعديلات أوروبا

بوتين: مستعدون لإنهاء الحرب في أوكرانيا لكن نرفض تعديلات أوروبا

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لبحث مسألة إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، رغم رفضه التعديلات التي تسعى إليها كييف وأوروبا على خطة سلام أميركية وُضعت بالتنسيق مع موسكو.

ذكر بوتين أنه “وافق عملياً” على مقترحات لإنهاء الحرب طُرحت خلال محادثات قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ألاسكا في أغسطس.

صرح يوم الجمعة خلال مؤتمره الصحفي السنوي المتلفز في موسكو: “القول إننا نرفض شيئاً ما غير صحيح تماماً، ولا أساس له من الواقع”.

اقرأ أيضاً: ترمب: روسيا صاحبة اليد العليا في الحرب ضد أوكرانيا

أضاف: “المسؤولية تقع بالكامل على جانب خصومنا في الغرب، إذا جاز التعبير، وفي المقام الأول قادة” أوكرانيا وأوروبا.

مفاوضات مكثفة لخطة سلام في أوكرانيا

تحدث بوتين بعد مفاوضات مكثفة في الأسابيع الأخيرة شاركت فيها الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا بشأن خطة سلام من 28 نقطة ظهرت الشهر الماضي عقب مناقشات بين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب ستيف ويتكوف ومستشار الكرملين كيريل ديميترييف.

أثارت الخطة الأميركية الروسية في بدايتها ذعراً لدى أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، لأنها تبنت سلسلة من مطالب الكرملين التي كانت كييف قد رفضتها بشكل قاطع. جرى إسقاط أو تعديل بعض أكثر النقاط إثارة للجدل بعد تدخلات من كييف وأوروبا، ولا تزال المحادثات جارية بشأن المقترحات المعدلة وسط تفاؤل متزايد بأنها قد تشكل أساساً لاتفاق سلام.

مع ذلك، لم يقل بوتين ما إذا كان مستعداً لقبول الخطة بصيغتها الحالية. من المتوقع أن يلتقي المفاوضون الأوكرانيون والروس بشكل منفصل مع مسؤولين أميركيين لإجراء مزيد من المحادثات في فلوريدا نهاية الأسبوع، بما في ذلك بشأن خطط لضمانات أمنية في مرحلة ما بعد الحرب لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: خطة السلام | روسيا تضغط بـ”ورقة الميدان”.. وأوكرانيا: نستعد لاجتماعات في واشنطن

قال بوتين إن ترمب “يبذل جهوداً جادة لإنهاء هذا الصراع”. وأضاف: “نحن أيضاً نود جداً أن نعيش في سلام ومن دون أي صراعات عسكرية العام المقبل”.

يرفض الزعيم الروسي التراجع عن مطالب قصوى بالحصول على أراض في شرق وجنوب أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من مناطق فشلت القوات الروسية في احتلالها خلال أكثر من عقد من القتال منذ 2014. أمر بوتين عام 2022 بغزو أوكرانيا، ما فجّر أكبر نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

رفض مراراً الدعوات إلى وقف لإطلاق النار لإتاحة مساحة للمفاوضات. وتخلى ترمب في أكتوبر عن خطط لعقد قمة ثانية في بودابست بعدما خلصت الولايات المتحدة إلى أن روسيا لم تكن مستعدة للتراجع عن أهدافها الحربية.

اتفق قادة الاتحاد الأوروبي في صفقة منتصف الليل على إقراض أوكرانيا 90 مليار يورو (106 مليارات دولار) على مدى العامين المقبلين في مسعى لتعزيز موقف كييف على طاولة المفاوضات والحفاظ على الدولة المنهكة بالحرب واقفة على قدميها. سيتم تمويل القرض من خلال دين مشترك ومدعوم من ميزانية التكتل، في تحول كبير عن خطة الاتحاد الأولية لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا.

اقتصاد روسيا وتأثير العقوبات

رغم أنها خالفت توقعات الانهيار، فإن اقتصاد روسيا يرزح تحت وطأة أثر عقوبات غير مسبوقة فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون رداً على الغزو. استنزفت أكثر من نصف احتياطياتها للطوارئ مع اتساع عجز الميزانية وسط تباطؤ النمو وتراجع إيرادات السلع الأساسية، بما في ذلك النفط والغاز.

في مواجهة فجوة متسعة في ميزانية الجيش، لجأت الحكومة الروسية إلى الاقتراض المتزايد الكلفة للمساعدة في تمويل الحرب. أصدرت حتى الآن 7.9 تريليون روبل (98 مليار دولار) من السندات الحكومية الروسية المقومة بالروبل هذا العام، متجاوزة بشكل حاد الرقم القياسي السابق المسجل في 2020 خلال جائحة كوفيد-19.

هذه هي المرة الثالثة التي يعقد فيها بوتين مؤتمره الصحفي منذ بدء غزوه لأوكرانيا. ألغى الكرملين الحدث في أواخر 2022 بعدما تكبّد الجيش الروسي سلسلة من الانتكاسات في ميدان القتال داخل أوكرانيا.

بدأ بوتين تقليد المؤتمر الصحفي السنوي الماراثوني في وقت مبكر من فترة حكمه التي استمرت 26 عاماً. على مر السنين، تطور الحدث إلى مناسبة تديرها أجهزة الكرملين بعناية لإظهار بوتين وهو يحل مشكلات اجتماعية واقتصادية محلية يثيرها روس عاديون محبطون من تقاعس المسؤولين الإقليميين.

المصدر : الشرق بلومبرج