افتتحت أمس الأول الأحد في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، بتقديم مسرحية «الفتى الخشبي» والتي استندت على النص العالمي الشهير «بينوكيو» للكاتب كارلو كولدوي، ومن إخراج الفنان ماجد المعيني، المتخرج من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وفي أول تجربة إخراجية له، نالت رضا جمهور الأطفال واستحسان الكبار.
قبل ذلك، أقيم حفل افتتاح المهرجان، بحضور إسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين، الجهة المنظمة للمهرجان، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح، ورئيس المهرجان، وبحضور الفنان أحمد الجسمي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، وأحمد بو رحيمة، مدير عام إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والدكتور حبيب غلوم مدير المهرجان، حيث أضاء عريف الحفل، عبدالله محمد عبدالله، على أبرز ما تشهده الدورة التاسعة عشرة من المهرجان، وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي عن المهرجان، أرخ لأهم محطاته في دوراته السابقة، بدءاً من عام 2005 كما عرض الفيلم سيرة مقتضبة عن شخصية هذه الدورة، الفنان الإماراتي القدير عبدالله راشد، الذي بدأ المسرح في عام 1984، وتماهى مع مسرح الطفل لأكثر من ربع قرن من الزمن، وقدم العديد من العروض المسرحية أهمها مسرحية «الفلاح الطيب»، ومسرحية «رحلة المعرفة»، وتم تكريم الفنان عبدالله راشد خلال حفل الافتتاح.
وشهد الحفل التعريف بلجنة تحكيم الكبار وهم: وليد الزعابي رئيساً للجنة، وعضوية الفنانين: إبراهيم سالم، ومحمد سعيد السلطي، وعبد الرحمن الملا، ومحمد جمعة علي، وكذلك تم تقديم لجنة تحكيم الأطفال من: نور حمد عبد الرزاق، شيخة سيف عزيز، وعيسى عبدالله المازمي.
الفتى الخشبي
لم تخرج حكاية عرض «الفتى الخشبي» عن ماهية القصة الكلاسيكية المعروفة لبينوكيو، تلك الدمية التي صنعها النجار الطيب، والذي عاش وحيداً وكانت أهم أمنياته أن يكون له ولد يسنده في آخر عمره، لتقوم الجنية بتولي تنفيذ أمنية النجار، وتدب الحياة في الدمية الخشبية، وتتحول مع الوقت إلى طفل حقيقي، وكعادة الأطفال والرهبة التي تتلبسهم حين الذهاب إلى المدرسة في أول يوم دراسي لهم، يهرب «بينيكيو» ويقع في الكثير من المشاكل، جراء تمرده على أبيه المفترض «النجار»، وعدم التزامه بوصاياه وتحذيراته، فيبدأ النجار برفقة الدمى الأخرى التي صنعها والتي دبت فيها الحياة هي أيضاً، رحلة البحث عن بينوكيو، حتى العثور عليه وتخليصه من براثن أصحاب السيرك الأشرار، الذين لا هم لهم سوى جمع المال بأي طريقة، ليعود الوئام بين النجار وبينيكيو، وبمساعدة تلك الجنية الطيبة.
حوى العرض الذي أدى أدوار البطولة فيه: محمد دشتي، نصر الدين عبيدي، ناردين رضا، محمد عبدالله، وغيرهم على الكثير من الإبهار على مستوى الشكل، وتميز أداؤهم بالعفوية والتلقائية، والقدرة على التلوين على المستويين الصوتي والجسدي.
وشهد العرض تفاعلا من الصغار والكبار، باعتبار أن حكاية «بينيكيو» قديمة ومرتبطة بطفولتهم، وما تزال حاضرة في ذاكرتهم.
وتمكن ماجد المعيني من صياغة فرجة بصرية، معتمداً في ذلك على أنغام الموسيقى الحية التي رافقت معظم أوقات العرض، وبرعت المجاميع في أداء رقصات تعبيرية تناغمت مع الموسيقى وخطاب العرض، كما يحسب للممثلين التعامل الجيد مع الأزياء والإكسسوارات والديكور، والتي اجتهد المعيني في توظيفها جميعاً كأجزاء أساسية في العرض.
صمم ديكور العرض ماجد المازمي، صمم الإضاءة حميد العسيري، والصوت لمجيد حميد، والأزياء والإكسسوارات لميلانا رسول، وأشرف على الرقصات التعبيرية حسن الرشق، قدم العرض العديد من الرسائل الأخلاقية والتربوية المهمة للأطفال.
المصدر : صحيفة الخليج
