تعزيزًا للصحة العامة والتنمية المستدامة..
واصلت جامعة قناة السويس دورها المجتمعي والتنموي بتنفيذ برنامجين تدريبيين نوعيين يستهدفان رفع الوعي البيئي والصحي، وذلك في إطار استراتيجية الجامعة الداعمة للتنمية المستدامة وحماية الصحة العامة، وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
جاء تنفيذ البرنامج التدريبي الأول تحت إشراف الدكتور محمود فرج عميد كلية الزراعة جامعة قناة السويس، وبإشراف تنفيذي الدكتور محمد وصفي، وكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة،
أما البرنامج التدريبي الثاني فعقد تحت إشراف الدكتور أحمد أنور عبد الغني عميد كلية الطب جامعة قناة السويس، وبإشراف تنفيذي من الدكتورة عبير هجرس، وكيل كلية الطب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
عُقد البرنامج الأول حول “التلوث بأنواعه” بمدرسة الفاروق عمر الإعدادية بنين، مستهدفًا المعلمين والطلاب، في إطار التعاون بين إدارة تدريب أفراد المجتمع والتنمية المستدامة بإدارة جنوب.
وتولى إلقاء محاضرات البرنامج الدكتور باسم محسن السيد مدرس بقسم الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، حيث تناولت المحاضرة أنواع التلوث البيئي في جمهورية مصر العربية، والتحديات المرتبطة به، وسبل المواجهة، مؤكدة أن التحديات البيئية، وفي مقدمتها التلوث، تمثل من أخطر القضايا التي تواجه التنمية المستدامة، نظرًا لما تسببه من خسائر جسيمة على المستويين الاقتصادي والصحي، باعتبار أن البيئة النظيفة تمثل الأساس لحياة صحية وإنتاجية مستقرة.
أشكال التلوث البيئي في مصر
واستعرضت المحاضرة أشكال التلوث البيئي في مصر، وفي مقدمتها تلوث الهواء الذي يعد التحدي الأبرز في المدن الكبرى نتيجة انبعاثات قطاع الطاقة المعتمد على الوقود الأحفوري، وقطاع النقل والمواصلات وما يسببه الازدحام المروري وكثرة المركبات القديمة من إطلاق غازات ضارة، إضافة إلى النشاط الصناعي وانبعاثات المصانع، والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والصلبة، خاصة ظاهرة “السحابة السوداء” الناتجة عن حرق قش الأرز.
كما تطرقت إلى تلوث المياه، لا سيما نهر النيل والمصارف، بسبب تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة والمخلفات الصناعية السائلة، إلى جانب التلوث الزراعي الناتج عن الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات، والتلوث بالمواد البترولية، فضلًا عن تلوث التربة وسوء إدارة المخلفات الصلبة والنفايات الزراعية، والتلوث الضوضائي في المدن المكتظة وما يسببه من آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
جهود الدولة المصرية في مواجهة التلوث البيئي
وتناولت المحاضرة جهود الدولة المصرية في مواجهة التلوث البيئي، والتي تشمل التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وتطبيق القوانين البيئية الصارمة، وإنشاء شبكات مراقبة جودة الهواء، والحد من انبعاثات المركبات، وحظر الحرق المكشوف للمخلفات، وتطوير محطات معالجة الصرف الصحي، وتحديث منظومة إدارة المخلفات الصلبة، وزيادة معدلات إعادة التدوير، وحظر بعض المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام في عدد من المحافظات.
كما تم عرض مجموعة من المقترحات والتوصيات المستقبلية، من بينها تحديث التشريعات البيئية، وتسريع التحول إلى النقل المستدام، وتبني تقنيات الري الحديثة، وتشجيع الزراعة النظيفة، وتطبيق مبدأ المسؤولية الممتدة للمنتج، وتعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية، بما يضمن تحقيق نقلة نوعية في مواجهة التحديات البيئية والحفاظ على حق الأجيال القادمة في بيئة آمنة.
وعلى صعيد آخر، وتحت الإطار ذاته من الدعم المؤسسي لخدمة المجتمع، نُفذ البرنامج التدريبي الثاني بعنوان “الصحة أفضل وبيئة آمنة” حول “الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية”، وذلك بقاعة المستشفى الجامعي التخصصي، وبحضور الدكتور خالد السيد مدير المستشفى التخصصي، وبالتعاون بين إدارة تدريب أفراد المجتمع وكلية الطب البشري جامعة قناة السويس، مستهدفًا الأطباء البشريين والصيادلة وأطقم التمريض بكلية الطب.
وشارك في تقديم محاضرات البرنامج كل من الدكتورة رانيا كشك، أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بكلية الطب جامعة قناة السويس، والدكتورة نهى محمد أبو بكر، مدير إدارة وحدة مكافحة العدوى، والدكتورة علياء عادل، نائب مدير الجودة ومدير إدارة التدريب، والدكتورة داليا سيد، رئيس قسم الصيدلة الإكلينيكية، حيث تناول البرنامج خطورة مقاومة مضادات الميكروبات، وأسبابها، وتأثيراتها الصحية والاقتصادية، وأهمية الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية في صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
مفهوم مقاومة المضادات الحيوية
وناقش البرنامج مفهوم مقاومة المضادات الحيوية، وآليات حدوثها، ومخاطرها المتمثلة في صعوبة العلاج، وارتفاع التكاليف، وزيادة معدلات الوفيات، وانتشار عدوى المستشفيات، وفشل بعض العمليات الجراحية، وإطالة مدة الإقامة بالمستشفيات، مؤكدًا أهمية الإشراف الرشيد على استخدام المضادات الحيوية لتحسين نتائج العلاج، وتعزيز سلامة المرضى، وتقليل الآثار الجانبية، والحد من مقاومة المضادات الحيوية حفاظًا عليها للأجيال المقبلة.
كما أوضح البرنامج أدوار جميع الأطراف المعنية بإدارة المضادات الحيوية، من أطباء وتمريض وصيادلة ومختبرات الأحياء الدقيقة وفرق مكافحة العدوى وإدارة المستشفيات وصناع السياسات، إلى جانب إبراز العلاقة التكاملية بين إدارة المضادات الحيوية والوقاية من العدوى.
وجرى تنظيم الفعاليتين تحت إشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، في تأكيد جديد على التزام جامعة قناة السويس بدورها الريادي في خدمة المجتمع، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى حماية البيئة، وتعزيز الصحة العامة، وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر : كشكول
