بريطانيا في الهند.. إمبراطورية شريرة ولكن

بريطانيا في الهند.. إمبراطورية شريرة ولكن

في عام 1930 وصل المؤرخ والفيلسوف الأمريكي الشاب ويل ديورانت إلى شواطئ الهند للمرة الأولى، كان قد انطلق في رحلة حول العالم، تحولت في ما بعد إلى رائعته «قصة الحضارة» في 11 مجلداً، لكنه – بحسب وصفه – أصابه الذهول والسخط لما قرأه وشاهده من استنزاف بريطاني واع متعمد للهند، ما دفعه لتنحية بحثه عن الماضي جانباً، ليخط بحماسة، استنكاره لـ«أكبر جريمة في التاريخ».

إلى يومنا هذا يعد كتيبه المعنون بـ«دفاعاً عن الهند» واحداً من أهم أعماله التي عبرت عن تعاطفه العميق وإشفاقه وغضبه، والذي انتقد من خلاله مبررات بريطانيا لسجل أطماعها الوقح وطويل الأجل في الهند.

كتب ديورانت: «إن الاحتلال البريطاني للهند كان غزواً وتدميراً ارتكبته شركة الهند البريطانية التجارية بحق حضارة عريقة، بدون أدنى تردد أو مبدأ، مدفوعين بالمال والجشع، يسيطرون بالسيف على بلد أصابه اضطراب وعجز مؤقتان فمارسوا الرشوة والقتل والاستيلاء والسرقة، وبدأوا سيرة من النهب المقنن وغير المقنن، والذي استمر بلا هوادة منذ 170 عاماً حتى عام 1930 لم تكن الهند التي غزتها شركة الهند الشرقية البريطانية أرضاً قاحلة أو بدائية، بل كانت الجوهرة اللامعة، منذ القرون الوسطى».

كتب المؤرخ شاشي ثارور بدوره كتاب «إمبراطورية شريرة ما فعلته بريطانيا في الهند» (ترجمة كريم كيلاني)، والذي لا يدور هذا الكتاب حول الاستعمار البريطاني ككل، فمناقشة تاريخ ذلك الاستعمار من الممكن أن ينتج كتاباً ضخماً وغير عملي.

لا يحكي هذا الكتاب قصة بل يقدم حجة لن يعثر القراء الذين يبحثون عن سرد زمني لصعود وسقوط الإمبراطورية البريطانية في الهند عليه هنا، الغرض من الكتاب إجراء دراسة نقدية وتقديم الأدلة والحجج ضد بريطانيا، وكان أكثر الانتقادات الموجهة للكتاب هي أن إخفاقات الهند ما بعد الاستعمار تبطل هجومه على الأعمال الوحشية للاستعمار، وكتب مجادلاً بأن أداء الحكومة الهندية منذ الاستقلال يشير إلى أنه لا يوجد دليل على أن أي تعويضات مدفوعة للهند ستنفق جيداً، أو ستصل إلى المستفيدين المعنيين.

المصدر : صحيفة الخليج