حقوق قانونية لنحل البيرو | صحيفة الخليج

منحت البيرو النحل عديم اللسع في منطقة الأمازون حقوقاً قانونية رسمية، في سابقة تاريخية تجعل منها أول حشرات بالعالم تُعامل ضمن «كيانات قانونية» تتمتع بحق الوجود والتكاثر والازدهار داخل نظم بيئية صحية.
وأقرت بلديات في الأمازون البيروفي قوانين جديدة توفر حماية قانونية صارمة لهذه الملقحات المحلية، بعد سنوات من الضغط الذي قادته عالمة الأحياء الكيميائية روزا فاسكيز إسبينوزا بالتعاون مع المجتمعات الأصلية.
ويهدف هذا التحول التشريعي إلى حماية أنواع تعد الأقدم على وجه الأرض، وتتحمل مسؤولية تلقيح أكثر من 80% من نباتات الغابات المطيرة، بما في ذلك محاصيل استراتيجية مثل الكاكاو والبن والأفوكادو.
وجاء هذا القرار مدفوعاً بنتائج مخبرية مذهلة كشفت عنها إسبينوزا، حيث أثبتت تحليلات «عسل الأمازون» احتواءه على جزيئات طبية نادرة ذات خصائص مضادة للالتهابات، والفيروسات، وحتى الخلايا السرطانية، وهو ما فسر اعتماد السكان المحليين عليه كبديل طبي حيوي خلال جائحة «كوفيد-19».
ورغم الأهمية البيئية والطبية الهائلة لهذا النحل، إلا أن أعداده شهدت انخفاضاً حاداً بسبب التلوث بالمبيدات الحشرية، وتغير المناخ، وزحف الأنواع الغازية. ويرى خبراء قانونيون أن هذه الخطوة ستجبر السلطات على فرض ضوابط أكثر صرامة على استخدام الكيماويات الزراعية وتوسيع مشاريع استعادة الموائل الطبيعية، ما يضع البيرو في طليعة الدول التي تعيد تعريف العلاقة القانونية بين الإنسان والطبيعة.