كشفت وكالة ناسا أن عام 2024 يعد الأشد حرارة على الإطلاق، حيث أرجع العلماء هذا الارتفاع في درجات الحرارة إلى زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، في الغلاف الجوي. ففي الفترة ما قبل الصناعة في القرن الثامن عشر، كان مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حوالي 278 جزءًا في المليون، بينما وصل حاليًا إلى 420 جزءًا في المليون. ومع ذلك، قد تكون هناك عوامل أخرى تساهم في ارتفاع درجات الحرارة في عام 2024.

أعلى درجات الحرارة على الإطلاق

وفقًا لموقع “space”، أشارت ناسا إلى أن ظاهرة النينيو القوية، التي بدأت في خريف 2023، قد تكون قد ساهمت في زيادة متوسط درجات الحرارة في عام 2024. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال العلماء يدرسون تأثيرات أحداث أخرى مثل ثوران بركان تونغا في يناير 2022، الذي أطلق كميات ضخمة من بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي.

قال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا: “مرة أخرى، نحن نكسر الأرقام القياسية لدرجات الحرارة. 2024 هو العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل السجلات في عام 1880”. في عام 2024، كانت درجة الحرارة العالمية أعلى بمقدار 2.3 درجة فهرنهايت (1.3 درجة مئوية) مقارنة بالمتوسط في منتصف القرن العشرين (1951-1980)، وأعلى بمقدار 2.65 درجة فهرنهايت (1.47 درجة مئوية) مقارنة بمتوسط 1850-1900.

هذا التوجه ليس مفاجئًا بشكل كبير، حيث شهد كوكب الأرض موجة حر دامت 15 شهرًا، مع تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة من يونيو 2023 حتى أغسطس 2024. ورغم تأثيرات هذه الظواهر القصيرة المدى، فإن العلماء في ناسا يبدون قلقًا من الآثار طويلة المدى لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقال جافين شميت، مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا: “لن يتم تحطيم الأرقام القياسية كل عام، ولكن الاتجاه طويل الأمد واضح”. وأضاف: “نحن نرى بالفعل التأثيرات في هطول الأمطار الغزيرة، وموجات الحر، وزيادة خطر الفيضانات، وهذه الآثار ستستمر في التفاقم طالما استمرت الانبعاثات”.