احتفلت منصة فيسبوك بمرور 21 عامًا على تأسيسها، أمس الثلاثاء 4 فبراير 2025، وهي فترة شهدت خلالها تطورًا كبيرًا من مجرد مشروع طلابي إلى عملاق عالمي يربط مليارات المستخدمين. يستعرض موقع Novyny-LIVE قصة نشأة هذه الشبكة الاجتماعية وأهم النجاحات التي حققتها.
البداية من جامعة هارفارد إلى النجاحات الأولى
بدأت القصة في 4 فبراير 2004، حينما أطلق مارك زوكربيرج، الطالب بجامعة هارفارد، موقعًا باسم “The Facebook”. في البداية كان الموقع مقتصرًا على طلاب هارفارد فقط، ولكن خلال شهر واحد، انضم أكثر من نصف طلاب الجامعة. سرعان ما انضم إلى الفريق داستن موسكوفيتز وكريس هيوز، حيث ساهم موسكوفيتز في تطوير البرنامج، بينما تولى هيوز ترويج الموقع.
وقد أدى النجاح الأولي للموقع في جامعة هارفارد إلى توسيع نطاقه ليشمل جامعات “Ivy League”، ثم معظم الجامعات الأمريكية والكندية. وفي عام 2005، تم حذف “The” من الاسم ليصبح “Facebook”، كما تم شراء اسم المجال “facebook.com” بمبلغ 200,000 دولار.
التوسع السريع والانفتاح على العالم
في 26 سبتمبر 2006، قررت فيسبوك فتح التسجيل لجميع مستخدمي الإنترنت فوق سن 13 عامًا، مما أدى إلى طفرة كبيرة في أعداد المستخدمين. وفي أكتوبر 2007، استحوذت مايكروسوفت على حصة 1.6% من فيسبوك مقابل 240 مليون دولار، ليتم تقييم الشركة وقتها بـ 15 مليار دولار. في عام 2008، افتتحت فيسبوك مكتبها الدولي في دبلن مما ساعد في تعزيز العولمة. وفي 2012، استحوذت على خدمة الصور “إنستجرام” مقابل مليار دولار.
التحديات والنمو المستمر
واجهت فيسبوك العديد من التحديات، أبرزها الدعاوى القضائية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، مثل قضية الأخوين وينكلفوس، التي انتهت بتسوية مالية قدرها 65 مليون دولار. ورغم تلك العقبات، استمرت الشركة في تقديم ميزات مبتكرة مثل “موجز الأخبار”، “المجموعات”، “الأحداث”، و”الدردشة”، مما جعلها جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لمليارات الأشخاص.
في 30 يناير 2025، تجاوز عدد المستخدمين النشطين شهريًا لـ فيسبوك 3 مليارات شخص، بينما في أوكرانيا بلغ عدد المستخدمين أكثر من 20 مليونًا، مع استمرار النمو.
التغيير في الهوية والتركيز على المستقبل
في 2021، غيرت فيسبوك اسمها إلى “Meta Platforms Inc” لتعكس توجهها نحو تطوير “الميتافيرس”، وهو عالم افتراضي يتيح للمستخدمين التفاعل من خلال الصور الرمزية. هذه الخطوة تمثل جزءًا من رؤية الشركة لتوسيع نطاق عملها إلى ما وراء وسائل التواصل الاجتماعي.
على مدار 21 عامًا، تحولت فيسبوك من مشروع جامعي إلى منصة عالمية مؤثرة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وبينما تنتظر الشركة تحديات وفرصًا جديدة، يبقى من المثير متابعة مسار تطورها في المستقبل، خاصة بعد التنبؤ الجريء الذي أطلقه مارك زوكربيرج في 2025، بأن الذكاء الاصطناعي سيحل محل المبرمجين من المستوى المتوسط في سوق العمل.