فيما تتزايد الانتقادات الموجهة للسلطات على خلفية حرائق لوس أنجليس، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق في لوس أنجليس إلى 24 قتيلاً على الأقل حسبما أعلنت السلطات الأحد. ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس لائحة بالضحايا وهم ثمانية قضوا جراء حريق باسيفيك باليساديس و16 جراء حريق إيتون.
وفي وقت سابق، توقع حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم ارتفاع عدد القتلى، وقال لشبكة “إن.بي.سي”: “لقد أرسلت فرق بحث وإنقاذ. نستخدم الكلاب المدربة على العثور على الجثث، ومن المرجح أن يرتفع عدد (القتلى)”.
من جانبها، قالت ديان كريسويل مديرة الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ في الولايات المتحدة الأحد إن قوات الجيش الأميركي على أهبة الاستعداد للانتشار من أجل احتواء حرائق غابات تجتاح مدينة لوس أنجليس منذ الأسبوع الماضي. وأضافت كريسويل في مقابلة مع شبكة “إيه.بي.سي” أن الوكالة لديها التمويل اللازم لدعم جهود التصدي لحرائق الغابات.
ولم تفلح جهود أفراد الإطفاء في السيطرة على حريق دمر مساحات شاسعة من منطقة باسيفيك باليساديس حتى الآن، وسط مخاوف من امتداد رقعة النيران واشتداد الرياح في منطقة سان فرناندو فالي المكتظة بالسكان.
انتقادات
والأحد، شن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب هجوماً جديداً على المسؤولين الديمقراطيين في ولاية كاليفورنيا واتهمهم بعدم الكفاءة في إدارة الحرائق المستعرة في لوس أنجليس، في حين دعاه حاكم الولاية نيوسوم إلى معاينة الجهود المبذولة بنفسه.
وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال” أن “الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجليس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها”.
وأضاف “إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا. إنهم يعجزون ببساطة عن إخماد الحرائق. ماذا جرى لهم؟” مشيراً إلى أن “الموت في كل مكان”.
على الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق، إلا أن انتقادات وجهت للسلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها.
وفرغت خزانات مكافحة الحرائق في حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي طالته واحدة من خمس حرائق غابات في المنطقة، كما عرقل نقص المياه الجهود في أماكن أخرى.
سلطات لوس أنجليس تسابق الزمن
ودخلت فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لاحتواء اثنين من حرائق الغابات المشتعلة في لوس أنجليس لليوم السادس على التوالي، مستغلة التحسن الطفيف في الأحوال الجوية السيئة قبل أن تتسبب الرياح العاتية المتوقع هبوبها في الساعات المقبلة في تأجيج النيران من جديد.
وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أن رياحاً أقوى تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة قد تعود خلال الأيام المقبلة.
وحولت النيران أحياء بأكملها إلى أنقاض مشتعلة وسوت منازل لأثرياء ومشاهير وأناس عاديين بالأرض في مشهد كارثي. وقال المسؤولون إن عدد المباني التي تضررت أو دُمرت يصل إلى 12 ألف مبنى.
وقالت ليندسي هورفاث، عضو مجلس مشرفي مقاطعة لوس أنجليس “شهدت المقاطعة ليلة أخرى من الرعب والحسرة لا يمكن تصورها”.
وألقت طائرات مياهاً ومواد لإخماد الحرائق بينما استعانت فرق الإطفاء على الأرض بأدوات يدوية وخراطيم مياه لاحتواء حريق منطقة باسيفيك باليساديس والذي بدأ يزحف إلى حي برينتوود الراقي ومناطق أخرى مأهولة بالسكان في لوس أنجليس.
وأتى هذا الحريق المشتعل على الجانب الغربي من المدينة على 23713 فداناً (9596 هكتاراً) أو ما يعادل 96 كيلومتراً مربعاً ولم يتم احتواء سوى 11 في المئة منه وهو رقم يمثل النسبة المئوية لمحيط الحريق الذي سيطر عليه رجال الإطفاء.
وأتى الحريق الآخر في حي إيتون في سفوح التلال شرقي لوس أنجليس على 14117 فداناً (5713 هكتاراً) أو ما يعادل 57 كيلومتراً مربعاً وهي مساحة تقارب مساحة مانهاتن. وتمكنت فرق الإطفاء من زيادة نسبة احتواء الحريق إلى 27 في المئة ارتفاعاً من 15 في المئة باليوم السابق.
وفي الشمال من المدينة تم احتواء حريق هيرست بنسبة 89 في المئة كما تمكنت فرق الإطفاء من احتواء ثلاثة حرائق أخرى دمرت أجزاء من المقاطعة بنسبة 100 في المئة وفقا لتقرير إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا لكن هناك مناطق داخل خطوط الاحتواء ربما لا تزال مشتعلة.
نقلاً عن : اندبندنت عربية